عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2013, 07:46 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم كعشر
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالرحيم كعشر غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
عبدالرحيم كعشر is on a distinguished road

سقا الله أيام زمان ..


 

,’

قبل أكثر من 60 سنة مضت .. كانت السيول والأمطار تهطل بغزارة
كل يوم على وادي العلي وعلى جبال السروات من الطائف وحتى جبال عسير وحدود اليمن ..
وكانت تستمر أكثر من 3 شهور في السنة ..
بصفة دائمة اضافة الى أن الضباب وكنا نسميه ( الدينة ) بالعامية
يستمر طيلة الثلاث أشهر ويزيد في بقية السنة حسب الفصول ..
الخريف والشتاء والربيع ..
وهي مواسم الأمطار خلال السنة في تلك الديار أما الصيف فيستمر الضباب
والأمطار مع السحب نوعاً ما ..
ولكن تكثر فيه البروق والصواعق وسرعان ماتتشتت وكما قال الشاعر .. :

( سحابة صيف عمّا قليل تقشع )

أما الدينة فكانت تفاجئنا خلال تلك الأيام بشكل غي متوقع ..
لكن كنا ننظر اليها كشيء عادي ذلك ان جبال السروات تميزت بقدرة الله
سبحانه وتعالى في مثل هذه المواسم على طول السنين .. لمثل هذه الحالات
وأذكر قصيدة نسيت بعضها كان الأولون يتغنون بقدوم الضباب أو الدينة

( أزفر وصدري من هول ذي الدينة ..... على شفا مهران في طفل الدينة )

وكانت تلك الأيام الجميلة الرائعة والراقية بنفوس وساكني تلك الديار تبعث الأمل
والطموح لأطفال ورجال ونساء تلك الأيام رحمهم الله جميعاً ..
ميتهم وحيهم واطال الله في عمر من بقي منهم من الشيوخ وكبار السن ..
فقد كانت متميزة بروح المروة والشيمة والقوة ومساعدة بعضهم لبعض ,,

ومن الذكريات انه حينما تهطل الامطار الغزيرة وتصبح اكثر البيوت من شدة الأمطار
غير صالحة للسكن , لتشقق الأسقف ونزول المطر منها..
كانت تلك البيوت تحتوي على السكان وكذلك من المواشي كالبقر والغنم
فرغم تميزها تلك البيوت بقوة مداميكها والتي تتجاوز في سماكتها أكثر
من متر ونصف لكن أسقفها كانت من خشب العرعر القوي والصامد بإذن الله
أمام الأمطار والعواصف ..

فقط كان يعلو اسقفها طبقة من التراب والمكون من الطين وبعض الأعلاف
والجريد التي لاتقاوم المطر أحياناً ..
تلك المنازل كما نسميها المنازل الشعبية لكنها كانت مدعمة بالقوة والمتانة
وأفضل كثيرا من المنازل الإسمنتية .. التي لاتصد ولاترد الحرارة والبرودة
وعوامل الطقس .. كالأمطار ,

ومايهمني في هذا الموضوع هو ان أذكر لكم بعض الأمثلة التي تتمثل فيما كان
يتصف به سكان تلك المنازل من المروة والشيمة والحكمة ..
وتلك صفات ساكني تلك البيوت الشعبية المبنية من الحجارة والمسقوفه بالخشب ..
وذات الساحات المفتوحة غير المغلقة بالكوالين .
واستميحكم العذر في ذكر بعض المناقب المتمثلة بما يلي :

1- كانت المنازل مفتوحة لكل اهل القرية وبعضها يتميز بقوتها وعدم تأثرها بالأمطار ..
وتستقبل كل اهل القرية , حيث يسكن النساء مع النساء في علالي وشقر
أي غرف مستطيلة واسعة تتسع لأكثر من 3 عوائل مع أطفالهم
اضافة الى شقر أخرى وهي غرف أيضا مستطيلة وواسعه لسكن الرجال ..

2- كان صاحب البيت يستقبل اهل القرية بكل تواضع وصدر رحب ويفضل مستقبليه على نفسه وأهله وعياله ..

3- يقوم هو واهله بعمل وتقديم الطعام للاجئين لبيته من اهل القرية

4- وقد يستمر هذا الرجل المضياف للاستقبال ببيته لأكثر من أسبوع ..

5- كل من وقع الخراب في بيته نتيجة الأمطار سواء في المؤنة أو الأثاث
أو المواشي أو المزارع يتم تحملها على كافة اهل القرية دون تفريق
إلا من كانت حالته الفقر والعوز ..

6- بعد انتهاء موسم الامطار يتم تشكيل فريق تعاون من كل اهل القرية
وممن يتميزون بالنشاط والعمل لإصلاح الخلل والخراب بالمنازل او المزارع
وهكذا كانت الحياة واهلها في ذلك الزمن الجميل ..
رحمهم الله جميعاً وغفر لهم وأحسن مثواهم .

7- ملاحظة : أ - شفا مهران يقع شمال غرب قرية الغمدة في وادي العلي
ب- طفل : الدينة ( الضباب هو الهتان والرذاذ وقطرات الندى
المصاحبة للضباب )

شاكراً لكم أيها الأعضاء والزوار المرور وتقبل هذه الذكريات المخملية
حفظكم الله ورعاكم ..

عبدالرحيم كعشر - الطائف
السبت 24\ 6 \ 1434
الموافق 4 مايو 2013

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس