عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 12:00 AM   رقم المشاركة : 192

 

  • أيهّا الأحباب ... كُنت قد وقفتُ في القسم الأول مِن ذكرياتي عِند التّحوّل مِن بيت الزّبير إلى بيت العجمه وذكرتُ أنّني في الصّفّ الثّاني وكان فصلنا في آخر السِّيب عندما ندخل مِن الجهة الشّرقيّة للبيت ويمكن أن أوصِفَ المدرسة ببيت العجمة ؛ فعلى يمين الدّاخل مِن الباب الشّرقي يوجد مكان لعمل الشّاهي وبعد أربعة أو خمسة أمتار تقريباً يتّجه الدّاخل يميناً متّجهاً إلى الإدارة اللتي توجد في صدر المجلس وعندها الشّبّاك والباب المُطِلَّين على السّاحة اللتي أمام بيت علي بن قسقس في الدّور الأرضي والّذي أضيف للمدرسة وأستُخدِم للطّبخ وعمل الغداء للمدرّسين ، والمساحة مِن المُنعطف إلى الإدارة كُنّا نصلِّي فيها الظُّهر والفصول مقسّمة مِن أوّل المنعطف إلى الإدارة أمّا فصلنا فهو أمام الدّاخل مِن الباب الشّرقي ومِنه دخول الطّلاّب أمّا الباب الشّمالي فهو لاستخدام ومرور الإدارة والمدرّسين والزّائرين .
  • أتذكّر أنّ أوّل موضوع في كتاب المطالعة كان بعنوان ( مدرستنا ) وكان مدرّسنا في ذلك الوقت الأستاذ أحمد التّابعي عليه رحمة الله وبعد أن قرأ الموضوع وربّما قرأناه بعده نُردّد ما يقرأه كلمة كلمة وجملة جمله ثمّ بعد الإنتهاء طلب مِمّن يستطيع القيام إلى السّبّورة وكتابة كلمة ( بالطّباشر ) فقام أكثر مِن واحد ولم يفلحوا في كتابتها فقمت أنا وكتبتها صحيحة فطلب مِن الجميع التّصفيق لي وأمامهم أعلن أنّني أستحقّ جائزة واصطحبني إلى الإدارة وفي ركن مِنها يوجد دولاب خشب صغير فتحه وأخذ مِنه دفتر أبو إثنين وثلاثين ورقه وسلّمه لي وقال هذه جائزتك فكدت أطير مِن الفرح على هذه الجائزة اللتي هي الأولى والأغلى بالنّسبة لي ولأنّها جائزة فلم أكتب فيه شيئاً مُدّة مِن الزّمن وأصبح لي شأن فيما بعد ! .
  • كان رحمه الله ــ وأعني بذلك الأستاذ أحمد التّابعي ــ يدرّس الصّفّ الرّابع في مادّة الإملاء الغيب وكان يأخذني ويُجلِسني بجانب طالب ما زال حيّاً ويكلّفني بالكتابة مع الطلاّب غيباً وهو يُمْلي علينا ويطلب مِن ذلك الطّالب الكبير الجالس بجانبي يطلب مِنه مراقبتي والإستفادة مِن تلميذ الصّفّ الثّاني ! ثمّ بعد ذلك يصحّح ما كتبناه ولا أخفيكم أنّني أحصل مِن الدّرجات مِثل أحدِهم ! فيطلب مِنّي ــ بعد توبيخ ذلك الطّالب ــ أن أعطيه كَفّا ( ضربة باليدّ ) على وجهه فأحجم خوفاً مِن ذلك الطّالب الّذي لا يؤمَن جانبه فيلحّ عليّ الأستاذ أحمد رحمه الله فأتردّد فيُشير ذلك الطّالب بعينه إلي الموافقة مع الرّأفة في التّنفيذ فأعطيه الكفّ وهكذا أصبحت مشهوراً فيما يبدو وأيّ تلميذ مقصّر مهدّد بي ! وهذا جعلني أركّز فيما بعد حتّى أنّني طوال دراستي في الإبتدائيّة أعتني بالإملاء والخطّ مِمّا جعل الأستاذ علي دغسان رحمه الله والّذي أصبح مدرّساً لي في اللّغة العربيّة في الصّفّ الرّابع يثني عليّ ويمتدحني في مجالس القبيلة والمناسبات فعِندما يكون الإجتماع في بيتنا يطلب مِنّي أن آتيهم بدفتر الإملاء والخطّ ويريهم إملائي وخطّي بعد مقدّمه أشعر بعدها أنّ رأسي ( أنتفخ ) وأصبحت مُمَيّزاً بين أقراني .
  • هذا بالإضافة إلى مطالبتي بإلقاء خُطبة إرتجالاً وأمام الجميع ! كان يطلب مِني ذلك رحمه الله ، وأحدنا لا يستطيع أن يرفض ولابدّ أن يبيّض وجه والده ! والخطبة عادة بإلقاء قصيدة حماسيّة مِثل سَلْ صفحة الأيّامِ تُنبئك عن إقدامي ، أو إلقاء درس في الفقه مثلاً أو التّوحيد أو حديث مع شرحه وما يستفاد مِنه مِمّا حفظنا وكُنّا نصُمّ الدّروس صَمّاً .
  • وأكتفي أيّها الأحباب بهذا القدر مِن الذّكريات في هذه اللّيلة خوفاً مِن السّأم لدى القارئ وفي الحلقة القادمة نوافيكم ببقيّة ذكريات المرحلة الإبتدائيّة ... وتصبحون على خير .