عدد النقاط : 10
الحبيب أبو ياسر متّعك الله بالصّحّة ؛ حيثُ أمتعتنا بهذا السّرد الجميل لذكريات الماضي الجميل في نظري رغم أنّ تمنّي عودته لك فيها وجهة نظر ! ومَن لا يتمنّى أن يعود شابّاً يافعاً فيه مِن القوّة والفتوّة والصّحّة والحيويّة ما يجعل الطّموحات أكبر وأكبر رغم الشّقاء والعناء والبؤس ! أشاركك يا أبا ياسر الذّكريات فأقول بعد حمد الله والصّلاة على رسول الله ، كُنتُ صغيراً في السّنّ لا أعلم كم كان عمري ولكنّني أدرك بعض المواقف اللتي مررت بها وأقدّر أن سنّي بين الرّابعة والخامسة ، أخذني عمّي عبد الرّحيم كعشر ــ وكان يحملني تارة ويدعني أمشي تارة أخرى وهذا الجميل لا أنساه له ما حييت ــ واصطحبني معه إلى مدرسة بني ظبيان بعراء اللتي كان يدرس بها مع رفقة أتذكر أن مِنهم صالح بن ناصر رحمه الله ، لماذا أتذكّره ؟ لموقف وتصرّف طريف حصل مِنه ؛ وهو أنّه عندما خرج الطلاّب للفسحة وبدأت كلّ مجموعة تعمل الشّاهي في علب الأناناس ؛ بحث صالح عن فنجان يصبّ لي فيه شاهي فلم يجد ثمّ أتى بعلبة صلصة قديمه ومصدّية وغسّلها أو ما غسّلها الله أعلم ثمّ صبّ لي فيها إكراماً لهذا الطّالب المستجدّ ليوم واحد فقط ــ ( ملاحظة لطيفة : أصبحت زميلاً له فيما بعد وتخرّجنا مِن المعهد لنعمل سويّة بالقرب مِن بعض بمدرستي بشير والحمدة ) ــ وهذا الكرم الحاتمي لا أنساه له رغم صغر سنّي . وبعد مضي سنتين أو ثلاث بدأت فعلاً في الدِّراسة والتّسجيل الرّسمي بمدرسة وادي العلي ببيت الزّبير وأعتقد أن عمري آنذاك سبع أو ثمان سنوات فكان نزولي متأخّراً وأتذكّر فصلنا في الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة مِن بيت الزّبير وكنّا نجلس على الخصف والحنابل ــ وربّما كُنّا مع بعض يا أبا ياسر ــ وكان الطّلاب يتفسّحون في الجرين الغربي الجنوبي لكنّني وأخي عبد الله معي لا نتفسّح معهم بل كُنّا نشارك المعلّمين في تناول الفطور وقد علمت أنّ والدي كان يفْرُق مع المدرّسين في الفطور فنأكل معهم ويقوم بالإعداد له سعيد العجمه رحمه الله وهل تعلم ماهو الفطور إنّه مِن الدّغابيس واللّحم والمعرّق وكانت وجبة فطور دسمة وشهيّة وكما يقال ( الجوع مِنحه أو الجوع أبخص ) هذا ما لديّ في هذا اليوم وفي الحلقة القادمة نحن على موعد مع التّلميذ سعد دوبح طالب الصّفّ الثّاني ببيت العجمة )