عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2010, 01:40 PM   رقم المشاركة : 168

 

السكن في بلجرشي
انتهى عامنا الدراسي ( يلاحظ أنني لا اكتب التواريخ لأنها ذكريات وليست مذكرات أو سيرة حياة مدونة وإنما هي ذكريات اشحذ فيها ذاكرة مكدودة متعبة لأدون لكم بعض ما تجود به فاقبلوا عذري إذا لم اكتب التاريخ وفقكم الله ) وقرر الأخ صالح حمدان والأخ محمد بن راشد بن مانع وأنا السكن في بلجرشي حيث توفرت لدينا وسائط النقل ( أصبح كل منا يملك دبابا ولا فخر ) وبالتنسيق مع الأخ احمد بن سعيد بن شويل والعم محمد بن عياض رحمه الله حيث كانا يسكنان في بلجرشي وجدنا سكنا إلى جوارهما ببيت الشيخ سعيد الكناني قريبا من السوق الشهير سبت بلجرشي ذلك السوق الكبير الذي يرتاده الناس من جميع القرى القريبة والبعيدة نسبيا عنه والسكن مكون من ثلاث غرف اثنتان في الدور الأول مع المطبخ والحمام أكرمكم الله والثالثة وهي أكبرها في الدور الثاني وأمامها سطوح صغير حوالي 3×4 متر ونصعد إليها بواسطة سلم خشبي ثابت ولها جميعا مدخل منفصل وحوش صغير يعني سكن خمسة نجوم وسكن معنا الأخ علي أبو ريشة رحمه الله والأخ د . صالح بدران حفظه الله وكنا نؤدي الصلاة بالمسجد الذي يصلي به أمير بلجرشي وإمامه الشيخ سعد بن احمد بن عبد الرحمن حفظه الله وكان ذا تلاوة جيدة وصوت جميل وإن كنا لم نسكن بهذا المسكن الجميل إلا سنة واحدة انتقلنا بعدها إلى سكن ليس بعيدا عنه وكان قريبا من الجامع الكبير والذي يؤم الناس فيه فضيلة الشيخ احمد بن عبد الله بن ضيف الله من قرية رحبان رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان وكان ذا تلاوة جيدة وصوت جميل لا يقل عن صوت الشيخ سعد بن احمد ( حاولت العثور على شريط تسجيل بصوته رحمه الله وهو يصلي بالناس التراويح ويقرأ سور الإسراء وللأسف لم أجده ولعلي أجده فهو من اغلي مقتنياتي وربما أعطيته احد الزملاء فنسيه ونسيته ولعله يقرأ هذه السطور فيتذكره ويعيده مشكورا ) ولا أنسى عطف هذا الرجل علينا وتفقده لأحوالنا وقيامه بزيارتنا من وقت لأخر بل ودعوتنا إلى منزله الجميل النظيف الأنيق الذي لا يبعد كثيرا عنا وكان بشوشا كريما متواضعا واذكر أننا قمنا بزيارته زيارة معايدة بعد العودة من إجازة عيد الفطر ففرح كثيرا وأشاد بتلك المعايدة . وفي هذا العام تم نقلي من العسلة إلى مدرسة الغمدة وهذا ما سأتحدث عنه في الحلقة القادمة إن كان في العمر بقية بمشيئة الله ولكم جميعا خالص تحياتي وتقديري .
واليكم بعض المواقف الطريفة أيام السكن ببلجرشي :
1 ـ طلب منا احد الزملاء بمدرسة العسلة وكان يعمل فراشا بالمدرسة السكن مؤقتا بمسكننا الجميل ( بيت الكناني ) فوافقنا لسعة المسكن وعطفنا على زميلنا وفوجئنا ذات يوم باحضاره قطيعا من الأغنام وقد اشتراها من السوق يحاول إدخالها إلى المنزل فرفضنا ذلك بشدة فخرج ولم يعد .
2 ـ زارنا الأخ العزيز محمد أبو سعيد من قرية رحبان وكان معه جيب ولز قديم جدا وكنا نحب هذه الرجل لخفة دمه وكفاحه وصبره وكان ميكانيكيا ماهرا حيث يقوم بنفسه بإصلاح سيارته الولز لدرجة انه فكك اغلب ماطور سيارته ونشره في الحوش ثم أعاد تركيبها وتشغيلها بمهارة فائقة .
3 ـ إذا طلبنا من احد الزملاء إعداد براد الشاي يعتذر ويخرج من البيت حتى يقوم احدنا بإعداده ثم يعود ويشرب معنا وتكرر منه ذلك مرارا فما كان منا إلا قمنا بإعداده وصب كل منا له كاسة وأملحنا الباقي وزدونا كمية الملح وعندما عاد زميلنا كعادته باشرنا عليه هذه المرة بالشاي وشربه بنهم وعيونكم ما تشوف إلا النور حيث كان ملحا أجاجا فتاب بعدها ولم يرفض ما يطلب منه .
4 ـ عزمنا الزميل سعد العجمة وكان في بداية التزامه وقبل العشاء الذي طال انتظاره قرأ علينا باب فضل الجوع . وكنا نحاول اقناعه ان يخرج العشاء ويؤجل القراءة بعد العشاء دون جدوى سامحه الله

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .