عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2010, 11:01 PM   رقم المشاركة : 165

 

تابع ذكريات مدرسة العسلة
نقلنا مقر السكن من قرية الهضبة التي بها مدرسة العسلة إلى قرية القرى ( بفتح القاف والراء ثم ألف مقصورة ) وسكنا الجديد مكون من غرفة واحدة 4 × 8 تقريبا وحمام أكرمكم الله ولكنها تقع في وسط بستان جميل جدا لشيخ فاضل من أسرة آل دخيخ تلك الأسرة التي كانت تنافس أسرة الشيخ الكلي على مشيخة قبيلة الرهوة وهي مكونة من عدد من الإخوة وحالتهم المادية جيدة واسم هذا الشيخ محمد بن دخيخ رحمه الله ( رجل يشع النور من وجهة مربوع القامة وسيم ذو لحية بيضاء يعيش مع زوجته الثانية حيث توفيت رفيقة دربه وأم أولاده وحزن عليها كثيرا ويعيش معه ابنه الكبير واسمه سعيد وأحفاده طفل وطفلة لابنه سعيد من زوجة مطلقة ويعيشان في كنف ورعاية جدهما وزوجته الثانية ، وابنه سعيد هذا توفي رحمه الله اثر حادث اليم في الزاوية ببني كبير حيث انقلبت سيارته القلاب ) وبقي صندوق قلابه سنوات وربما يكون موجودا إلى الآن يذكر بذلك الحادث الأليم ... أما البستان فبه شتى أنواع الفواكه التي تشتهر بها قرى العسلة فبه العنب الرمادي الشهير والعنب الأسود ويعرف بالتبوكي وهما اشهر أنواع العنب في العسلة وأجوده وبه رمان وجوافة وكمثرا من أجود الأنواع وكذلك أنواع من الخضروات كالطماطم والبامية والملوخية والفاصولية والبطاطس والبصل ويتوسط هذا البستان بير ذات ماء عذب غزير وبها درج منحوت على جدرانها بشكل حلزوني يسهل النزول إلى قاع تلك البير والصعود دون أي مشقة .
ولدى العم محمد رحمه الله عدد كبير من الأرانب والتي تتكاثر وتزداد كل يوم ويكرمنا من وقت لآخر بإحداها ويطلب منا ذبحها وإعدادها للعشاء ويشرفنا بحضوره ويتولى المهمة سوبر فايزر العزبة صالح بن حمدان بن جميلة حفظه الله .. ويسكن معنا الأخوان محمد بن راشد بن مانع والأخ علي بن سعيد أبو ريشة رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان والأخ سعد بن عبد الله العجمة حفظه الله وقضينا بهذه الغرفة سنة دراسية كاملة كانت من أجمل أيام حياتي انتقلنا بعدها إلى بلجرشي .. وهذا ما سأتحدث عنه في الحلقة القادمة من الذكريات بمشيئة الله .
وقبل ما اختم هذه الحلقة أود أن أشير إلى ما يأتي :
• كنا نحظى باحترام وتقدير خاص من أهالي القرية والقرى المجاورة لدرجة أن بعضهم يشاركنا سهراتنا وجلساتنا بشكل شبه يومي بل ويحضر بعضهم العنب والرمان من بساتينهم مجانا وكذلك الطماطم والمتوفر من الخضروات وكان بيننا وبينهم علاقة حسنة رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي في طاعته وجزاهم الله عنا خير الجزاء .
• سبق وأن ذكرت لكم قصة الذئبين الذين حاولا الدخول من نافذتي هذه الغرفة ذات الأبواب الزجاجية ولا يوجد بها شبك حديدي في ليلة مقمرة ولم يكن موجود بالغرفة سواي والأخ صالح بن حمدان ولا نملك أي سلاح ندافع به فيما لو تمكنا من الدخول وعشنا وقتا عصيبا مرعبا وفي اليوم الثاني شاهدنا أثارهما ولكن الله سلم .
• تسلقت أنا واحد الزملاء جبلا قريبا من المدرسة اسمه ( جبل السّعْلَاة ) وهو عبارة عن صخور ضخمة بعضها فوق بعض وبه كهوف كبيرة ومخيفة ومشهور بوجود الضباع وعند النزول ضيعنا الطريق وبقينا عالقين في ذلك الجبل المخيف من بعد صلاة العصر إلى قريب المغرب وكانت قصة لا تنسى .
• في الليالي المقمرة اخرج مع الزميل صالح بن حمدان حفظه الله إلى الوادي ( الجلة ) ونقضي وقتا ممتعا جلوسا على البطحاء النظيفة والماء ينساب رقراقا صافيا من جوارنا في ضوء القمر . ما أجمل تلك الليالي .
شكرا لكم على تحمل عجري وبجري واحتسبوا اجر التحمل عند الله وسلامتكم .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .