وأشنع الكذب
1. الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وهو أعظم الكذب ، وصاحبه معرَّض للوعيد الشديد ،
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفير فاعله .
قال تعالى :
{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام
لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون }
وعن علي رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا تكذبوا عليَّ ؛ فإنه من كذب علي فليلج النار " .
رواه البخاري ( 106 )
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار " .
رواه البخاري ( 110 ) ومسلم ( 3 )
قال ابن القيم :
المباءة : هي التي يبوء إليها الشخص ،
أي : يرجع إليها رجوع استقرار ، والمباءة " هي المستقر ومنه قوله
" من كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار " ،
أي : ليتخذ مقعده من النار مباءة يلزمه ويستقر فيه ،
لا كالمنـزل الذي ينـزله ثم يرحل عنه .
" طريق الهجرتين " ( ص 169 ) .
ومن الكذب ما يكون على الخلق مثل
2. الكذب في البيع والشراء
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ،
ولهم عذاب أليم ،
قال : فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار ،
قال أبو ذر : خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟
قال : المسبل ، والمنَّان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " .
رواه مسلم ( 106 )
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا - أو قال : حتى يتفرقا - فإن صدقا وبيَّنا
بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " .
رواه البخاري ( 1973 ) ومسلم ( 532 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
والله تعالى قد أمر بالصدق والبيان ، ونهى عن الكذب والكتمان
فيما يحتاج إلى معرفته وإظهاره ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه
" البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما ،
وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " ،
وقال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط
ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }
[ المائدة / 8 ] .
" منهاج السنة " ( 1 / 16 ) .