حين لقيته أول مرة كان يملأ المجلس حيوية وتوهجاً ،
ويشد الأنظار إليه بنشاطه المتوثب ، وروحه المرحة ، وحماسه لكل ما يسند إليه ،
وقد كانت أفكاره رائعة ، كان يؤمن بالتجديد والإبداع ،
ويتحدث عن الفرص العظيمة في الحياة ،
في ذلك اللقاء أحسست أن شاباً يتكون الآن لصناعة مستقبل الإسلام والدعوة ،
واقتبست من حماسه حماساً ،
فوجدتني أسترسل في الحديث عن موضوعاته ،
وأهتم بسؤالاته ، وأزمع أن يدوم الوصل بيننا .
حالت بيني وبينه الحوائل ، ولم أعد أسمع له حساً ، لقد انطفأ !
كثيرون هم كذلك .
يبدؤون مندفعين مشرقين ، ثم تعترضهم العقبات ،
أو لا تساعدهم الملكات ، أو تخور نفوسهم ،
ليتباطأ مشيهم ، ثم يتوقف ، ثم يتراجع .
تذكرت
كلمة إبراهام لنكولن
أنا أمشي ببطء ، ولكن لم يحدث أبدا أنني مشيت خطوة واحدة للوراء
قد تسمع باسم داعية في بلد ،
أو تقرأ له كتاباً ، فترى رمزاً قادماً ،
ثم يطول انتظارك ولا يجيء ، هنا تسأل ما السبب ؟!
وقد كُتب لي أن أتعرف إلى ثلة من المؤثرين ،
سواءً كانوا علماء في الشريعة ،
أو كانوا مربين في الميدان ،
أو أدباء ومثقفين ، أو قادة اجتماعيين ،
ممن ظلوا يقدمون ويبذلون ،
واستمر حضورهم وتأثيرهم ،
فبدا لي أن أهم الأسباب وراء إشراقهم الدائم يعود إلى :