ليست دنياك يا صاحبي ما تجده من غبرك بل ما توجده بنفسك فإن لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا!!وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فقد وجدتها وما وجدتك!!
وفي نفسك أول حدود دنياك واّخر حدودها!
و قد تكون دنيا بعض الناس حانوتاً صغيراً و دنيا الاّخر كالقرية الململمة ودنيا بعضهم كالمدينة الكبيرة
أما دنيا العظيم فقارة بأكملها ،وإذا انفرد امتد في الدنيا فكان هو الدنيا
و القوة تغتذي بالتعب و المعاناة ، فما عانيته اليوم حركةً من جسمك ألفيته غداً من جسمك قوةً من قوى اللحم والدم
وأنت إنما تكد لتسمو بروحك إلى هموم الحقيقةالعالية
وتسمو بجسمك إلى مشقات الروح العظيمة
فذلك يا صاحبي ليس تعباً في حفر الأرض و لكنه تعبٌ في حفر الكنز!!
ليس لمصباح الطريق أن يقول إن الطريق مظلم إنما قوله إذا أراد كلاماً أن يقول هأنذا مضيء
و الحكيم لا يضجر ولا يضيق ولا يتململ كما أنه لا يسخف ولا يطيش000
اعمل يا صاحبي عملك!!
فإذا رأيت في العاملين من يضجر فلا تضجر مثله ، بل خذ اطمئنانه إلى اطمئنانك ودعه يخلو و تضاعف أنت!!إنه ليوشك أن يكون في الناس ناسٌ مثل البنوك هذه مستودعاتٌ للمال تحفظه وتنميه ، وتلك مستودعاتٌ للفضائل تحفظها وتخرج منها وتزيدها.

كتاب وحي القلم للكاتب الرائع رحمه الله مصطفى صادق الرافعي