ترك الشهوات لله،
وإن أنجى من عذاب الله وأوجب الفوز برحمته،
فذخائر الله وكنوز البر ولذة الأنس والشوق إليه والفرح والابتهاج به،
لا تحصل في قلب فيه غيره،
وإن كان من أهل العبادة والزهد والعلم فإن الله سبحانه أبى أن يجعل ذخائره في قلب فيه سواه
وهمته متعلقة بغيره، وإنما يودع ذخائره في قلب يرى الفقر غنى مع الله،
والغنى فقرا دون الله، والعز ذلا دونه ، والذل عزا معه، والنعيم عذابا دونه،
والعذاب نعيما معه. وبالجملة ، فلا يرى الحياة إلا به ومعه ،
والموت والألم والهم والغم والحزن، إذا لم يكن معه،
فهذا له جنتان: جنة في الدنيا معجلة، وجنة يوم القيامة .
( أبي عبد الله بن قيم الجوزية )