بين يدي الدعاء
ينفتح دعاء يوم الجمعة على وحدانيّة الله، فهو الأوّل قبل الإنشاء، وهو الآخر الذي يرث الأرض ومن عليها، وهو العليم الذي لا حدّ لعلمه، وهو الذي لا ينسى الذاكرين، وهو الذي لا ينقص من ثواب الشاكرين له، بل يزيدهم من عطائه.
هذه شهادة يقدّمها المؤمن ـ في دعائه ـ أمام الكون كلّه، كما يشهد برسوليّة نبيّ الله محمّد صلى الله عليه وسلم ، الذي قام بالرسالة خير قيام، وأدّاها خير أداء، وجاهد في سبيل الدعوة إلى الله، ونصرة دينه، ومواجهة أعدائه، خير جهاد، وبشّر بالثواب الطائعين والمتّقين، وأنذر بالعقاب العصاة والجاحدين.
من خلال ذلك، ينطلق السؤال إلى الله، بالثبات على الإيمان بالإسلام كلّه، بعقيدته وشريعته ومفاهيمه، وأن لا ينحرف العقل والقلب بعد الدلالة على الهدى.
ويتحرّك الطلب للتوفيق لأداء حقّ الجمعة، في صلاتها، وذكرها، وكلّ مواقع طاعتها التي أوجبها الله.