
ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه
وإن تاب منها وبكى عليها.
وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة
وكأنهم قد قطعوا على ذلك.
وهذا أمر غائب ثم لو غفرت بقي الخجل من فعلها.
ويؤيد الخوف بعد التوبة أنه في الصحاح:
أن الناس يأتون إلى آدم عليه السلام فيقول:
اشفع لنا فيقول: ذنبي.
وإلى نوح عليه السلام فيقول:
ذنبي
وإلى إبراهيم وإلى موسى وإلى عيسى
فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم لم يكن أكثرها ذنوباً حقيقية.
ثم إن كانت فقد تابوا منها واعتذروا وهم بعد على خوف منها.
ثم إن الخجل بعد قبول التوبة لا يرتفع وما أحسن ما قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
واسوأتاه منك وإن عفوت.
فأف والله لمختار الذنوب
ومؤثر لذة لحظة تبقى حسرة لا تزول عن قلب المؤمن وإن غفر له.
فالحذر الحذر من كل ما يوجب خجلاً.
وهذا أمر قل أن ينظر فيه تائب أو زاهد
لأنه يرى أن العفو قد غمر الذنب بالتوبة الصادقة.
وما ذكرته يوجب دوام الحذر والخجل.
ابن الجوزي - صيد الخاطر
تحياتي
...........