عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2009, 01:10 PM   رقم المشاركة : 24
خرافة تصفية الحسابات!


 


الانتقادات التي نكتبها هي لغرض الدفاع عن الوطن،

ولغرض تصحيح الجوانب الإدارية والمالية والفكرية التي ربما تؤثر على مستوى سيره نحو الأفضل.

من أسهل الأشياء على بعض الناس أن يربط بين النقد وبين الشخص،

فيصبح أي نقد يعبر عن مواقف الشخص الناقد واتهامه في طريقة رؤيته للأمور.

اتهم العبد الفقير إلى الله، بتهم بلا حد، في الأيام القليلة الماضية،

لأنني طالبت بالقنوت في المساجد، لصالح الجيش السعودي.

فقال بعضهم إن ذلك بسبب مشكلة شخصية مع أئمة المساجد! وهو قول غريب حقاً،

فأنا منذ أكثر من عشر سنوات أقيم خارج المملكة.

وفي زياراتي للسعودية لا أتجاوز المسجد المجاور لبيتنا، ولحسن الحظ،

فإمام المسجد تربطني به صداقة، كما العديد من أئمة المساجد.

فادعاء وجود مشاكل بيني وبين الأئمة ادعاء مهزوز.

لكن عيشي خارج السعودية لم يمنعني من معرفة تفاصيل ما يجري في الداخل.

ليس كل من انتقد المرور أو مصلحة المياه أو البلديات أو حتى وزارة الداخلية،

لديه مشكلة شخصية مع ذلك القطاع، أو تلك المؤسسة.

لماذا لا يكون لدى الكاتب حساسية من سوء الإدارة وعقم التدبير،

ومن الإهمال وقلة المسؤولية لدى بعض القطاعات،

فالمساجد والجوامع داخلة في إطار المؤسسات الحكومية ولو على سبيل الإشراف،

وانتقاداتنا للأئمة لا يعني أننا ننتقد الصلاة، فهؤلاء لديهم من التقصير الكثير،

كما غيرهم. بدليل أن وزير الشؤون الإسلامية نفسه صرّح

بأنه سرح العديد من الأئمة والخطباء الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية،

فتقصير الأئمة والخطباء ليس سراً ولم آت به من جيبي وإنما جئت به من كلام الوزير نفسه.

قلت: بعض الناس يبحث عن وسيلة للمزايدة ليثبت من خلالها أنه أكثر إخلاصا للدين من غيره،

رغبةً في تكوين الأتباع، وفي جمع الرعاع،

هؤلاء الذين يعيشون على وقود الرسائل التي تصلهم داعية لهم أن ينصرهم الله

على المنافقين والمغرضين. إنهم أشبه بمن يقاتل طواحين الهواء.

البعض الآخر ربط القنوت بضعف موقفنا على الجبهة واعتبر أننا نواجه تسللاً عابراً،

وأسأل لم تستمر المواجهة أكثر من عشرة أيام لو كان الأمر عابراً؟

مع أننا كلنا نريد الأفضل للوطن ومؤسساته،

والعيش على التهم وتغذية الزوايا بالردود

التي تدل على أن صاحب تلك الحروف يعيش حالة من التهميش

ويبحث عن دور يقوم به بعد أن انفضت الجموع.

ربما كانت العبارة الأكثر إيجازاً أننا نخشى من تحويل الوطن إلى أولوية

مهما كانت المعاذير التي تطرح من أجل الرد على هذه الأبجدية.

ومطالبتي بالدعاء للوطن في القنوت لم تكن شتيمة لأئمة المساجد

بل كانت جزءاً من الاقتراح والتذكير وفي القرآن:

"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".


تركي الدخيل









ســهـ نجم ـــيل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس