عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2009, 11:46 AM   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو











رفيق الدرب غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

إضافة رد


 

بسم الله الرحمن الرحيم
رجال صدقوا
ترجَّل الأخ عبد الحميد حسن الغامدي بعد خدمة حافلة بالعطاء تزيد عن أربعين عاما ، وبهذه المناسبة أقامت الإدارة العامة للتربية والتعليم حفلا تكريميا له ولزملائه المتقاعدين.
إلا أن ما سمعته وقرأته من عبارات الثناء والتبجيل وما حصده الآخ أبو ياسر من الهدايا فاق كل وصف ، أما كاتب هذه الأسطر فقد انطبق عليه قول المتنبي : (( لاخيل عندك تهديها ولامال )) فلجأت إلى كتابة هذه الكليمة وإن كنت واثقا أنها لاتطفئ غلة ولاحتى تبل شفة .
زاملت أبا ياسر فكان نعم الزميل الذي لاتمل صحبته يضفي على الجو شيئا من المرح الذي يرطب به الجفاف الذي يعتري العمل أحيانا .
لقد اختير عبدالحميد لتسنم إدارة الشؤون المالية والإدارية ، فكان نعم الاختيار ، ويدل على الأريب اختياره ، أما الهدايا وعبارات الثناء فسيذهب ما أعطيه – بضم الهمزة- ويبقى ما أعطاه ، إخلاص في العمل إلى حد الذوبان ، لم يُغره بريق المال ، حمل الأمانة بكل ثقة واقتدار يحدوه أمران :
الخوف من شديد العقاب الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور ، والأمر الثاني إنتماؤه إلى محتد أصيل وأرومة طيبة (عائلة آل صوهد ) ، فلا غرابة في ذلك لأن الذهب من منجمه لايستغرب .
كان عمله منظما ودقيقا فاطمأن إليه رؤساؤه وأخلص له زملاؤه فكان مثلهم الذي يحتذونه ، أضفى على سير العمل نكهته المميزة من دعابة محببة وسرعة بديهة إذا تحدث أبو ياسر فالكل آذان صاغية لأنه ذو مقول مطواع وصاحب كلمة صادقة لايجامل على حساب المصلحة العآمة ، إذا سيم صرف أي مبلغ مشبوه أو مخالف للنظام لايتورع أن يقول لا بملء فيه ، لا يخضع للضغوط وما أكثرها ، رأيت وسمعت هذا عندما شرفت بزيارته في يوم ما .
يسابق الطير في البكور إلى عمله بعد أن يُودِع ابنه المدرسة منتعلا جمسه الذي لاتخطئه العين أرى ذلك في غالب الأيام لأن طريقه إلى عمله تتقاطع مع طريقي إلى عملي ، لقد كنتَ موظفا مثاليا يا أبا ياسر لكنك أتعبت من بعدك لقد ترجَّل أبو ياسر عن صهوة جواده ولكنه لا زال الحاضر الغائب ، الحاضر بمآثره الحميدة الغائب بجسمه عن مكتبه فلا غرو أن يكون زملاؤه على آثاره مقتدون وبتعاليمه يعملون .
سمعته العطرة تبهج كل صديق وتفرح كل رفيق ، وهو من الرجال القلائل الذي صدقوا ماعاهدوا الله عليه فكأن المتنبي عناه بقوله :
تملّك الحمد حتى مالمفتخر *** في الحمد حاء ولا ميم ولا دال
وفي الختام أقول : إن الوطن بحاجة مآسة إلى الكثير الكثير من أمثال عبدالحميد ، أسأله تعالى أن يمتعه بالصحة ويسبغ عليه ثياب نعمته ، ويحتسب ما أفناه من عمره في سجل حسناته ولمثل هذا فليعمل العاملون والله من وراء القصد .
أشكر الأخ أبا توفيق على جهوده المميزة التي تذكرنا دائما برموز يستحقون الاحتفاء والإشادة .

 

 

   

رد مع اقتباس