معني الخشوع
الخشوع في اللغة :
هو الخضوع والسكون .
قال :
{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}
أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح:
هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
"أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،
فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له "
[الخشوع لابن رجب،ص17]
فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح .
فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله
صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه،
ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،
وحاجتك وفقرك إليه.
متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع
وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،
قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}
وقال تعالى :
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،
هو توفيق من الله جل وعلا،
يوفق إليه الصادقين في عبادته ،
المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه.
فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،
لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع
لقسوة قلبه وبعده عن الله .
قال تعالى :
{ إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}
فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،
ومن كان حاله كذلك ،
فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ،
قال تعالى:
{ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}
واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .