
 
هذا الموضوع مثل كثير من الموضوعات التي يُتحدّث فيها عن 
بعض جوانب ما يَدّعيه بعضهم أنه إعجاز علمي تجريبي ،
 وهو يتضمّن تكلّفاً وتعسّفاً وتفسيرات غريبة لِنصوص الوحيين ( الكتاب والسنة ) .
وهذا المقال تضمّن رَجماً بالغيب ،
 فمن الذي أخبرهم أن الملائكة خُلِقت من الأشعة البنفسجية ؟!
ومن الذي أخبرهم بأن الشياطين خُلِقت من أشعة حمراء أيضا ؟!
نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا أن الملائكة خُلِقَتْ من نور ، 
كما في قوله عليه الصلاة والسلام : 
خُلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وُصِف لكم . 
رواه مسلم . 
وتجاوز ذلك يُعَدّ رَجماً بالغيب ، ويُخشى على المتخوّض فيه أن يَهلك أو أن يزيغ .
هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإنه يُزعم في هذا المقال أنه لا يُمكن رؤية الملائكة ، وهذا غير صحيح .
فقد ثبت عن غير واحد من الصحابة رؤية الملائكة ومصافحتهم ،
 وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم إمكانية رؤية الملائكة ،
 أي أنها ليست مستحيلة على البصر العادي .
قال عليه الصلاة والسلام :
 والذي نفسي بيده إن لو تَدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكْر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طُرقكم .
 رواه مسلم . 
وفي الصحيحين أن أُسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جَالَتْ فرسه ، 
فقرأ ثم جَالَتْ أخرى فقرأ، ثم جَالَتْ أيضا . 
قال أُسيد : فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظُّلَّة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها .
 قال : فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
 يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جَالَتْ فرسي 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . 
قال : فقرأت ثم جَالَتْ أيضا ، 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . 
قال : فقرأت ثم جَالَتْ أيضا ، 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير .
 قال : فانْصَرَفَتْ ، 
وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظُّلّة فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها ، 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 تلك الملائكة كانت تستمع لك ، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم .
وقال عمران بن حصين : وقد كان يُسَلّم عليّ حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكيّ فعاد . 
رواه مسلم . 
فهذه أدلة صريحة صحيحة في رؤية الملائكة وإمكانية ذلك رؤية بَصَريّة .
وهذا يَرُدّ القول بأنها خُلِقتْ من أشعة لا يُمكن للبشر رؤيتها .
للشيخ عبدالرحمن السحيم بتصرف
تحياتي  
...........