عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2008, 12:02 AM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية محمد التابعي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد التابعي is on a distinguished road


 

القارئ الجيد

من المؤكد أنك تعرف آلية القراءة،
ولكنني أشك في أن جميع الناس يدركون معنى كلمة "القراءة" نفسها،
فما ألصعب تعريف الأشياء.

يقول البعض: إن القراءة هي "النطق بالرموز". و"قرأ":
نطق بالمكتوب أو ألقى النظر عليه وطالعه.

هذا ما تقوله بعض معاجم اللغة العربية، ولكن:
هل مجرد النطق فقط يعني القراءة ؟
لا أظن، فتلك ليست القراءة التي نريدها؛ لأن الببغاء
يستطيع أن ينطق ببعض الكلمات.. فهل نعتبر نطق الببغاء قراءة ؟!


حتى نقرأ فعلا

لكي تقرأ يلزمك أن تتقدم خطوة أخرى بعد النطق، وهي
"الفهم"
لما تنطق به. وبناء عليه فإنه بعد إضافة هذه الخطوة
يمكننا تعريف القراءة بأنها
"النطق بالرموز وفهمها"

.. فهل هذا يكفي ؟

لا أظن؛ لأن التوقف عند النطق والفهم لا يحقق الهدف من القراءة،
ولكن لا بد من أن نتقدم خطوة جديدة يمكن أن نسميها
"النقد"؛
أي أن نعرف الصواب والخطأ فيما نقرأ، والغث والسمين فيه،
وبالتالي يصبح تعريف القراءة باتخاذ هذه الخطوة هو:
"النطق بالكلمات، وفهمها، ونقدها"

.. فهل هذا يكفي ؟!

لا أظن؛ لأنه ليست هناك فائدة حقيقية من كل ما سبق،
ولا بد من التقدم خطوة أخرى جديدة هي "
العمل"،
وما أدراك ما العمل!! ويصبح تعريف القراءة:
"النطق بالكلمات، وفهمها، ونقدها، والعمل بمقتضى ذلك".

ولكن: هل يكفي ذلك كله لتعريف القراءة تعريفًا جامعًا مانعًا ، يحقق لنا الهدف من القراءة ؟!
لا أظن أيضًا؛
لأن المسألة ليست مسألة عملٍ أيّ عمل، وإنما المراد العمل المتقَن المثمِر.
إن القضية الكبرى هي أن تحسن العمل، يقول سبحانه:

{إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30].

إذن، فالعمل المتقن الصالح هو النهاية السعيدة، وهو الهدف والغاية من القراءة.
إذا القارئ هو من ينطق بالكلمات، ويفهم معناها، ويعرف الصواب والخطأ، والنافع والضار فيما يقرأ، ويأخذ "المعرفة النافعة" ويعمل بمقتضاها ويتقن عمله:


منقوووول بتصريف

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس