أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم 
أن الكلمة الطيبة صدقة, والصدقة تتضاعف بالنّية , 
و قد تتضاعف بالأثر الذي يترتب منها . من أجل ذلك ,
 ينبغي للداعية أن لا يستهين بما لديه من العلم فيـبلّغه ,
 أو يُسوِّل له الشيطان أنه لا يصلح لهذا الأمر,
 فيحبب إليه الانزواء ويزهده عن أداء الأمانة ,
 أو يتصور أن العمل ضرب من الرياء,
 فيؤثر العزلة ويفضل الانكماش, 
ويصور له الشيطان العزلة ورعا والانكماش تعففا, 
فيفوت عليه المصالح ويسد عنه أبواب الخير. 
فلا يدري أين تكون المصلحة ؟
 ومتى تؤتي كلمته ثمرتها ؟  
فهذا التابعي الكوفي الثقة
 أبو عبد الله زاذان الكندي 
الذي كان يغني ويضرب بالدف ,
 وكان له صوت حسن , 
فمر عليه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرة فقال :
 « ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله » 
فلازم ابن مسعود حتى صار إماما في العلم . 
فالكلمة الطيبة قد يحيي الله بها قلوبا , 
ويخرج بها أقواما من الظلمات إلى النور . 
وما على الداعية إلا اهتبال الفرص السانحة 
و اتخاذ زمام المبادرة إلى الدلالة على الله ,
 وتبليـغ الرسالة ؛
 لعل الله , وهو الكريم الوهاب ,
 يكتب له أجر الكلمة التي لا يلقي لها بالاً 
فترفعه الدرجات.
 والسعيد من وفقه الله عز وجل لكلام طيب , 
ينتشر في الآفاق ويؤتي أكله كل حين بإذن ربه ,
 يكتب الله له أجره وأجر من عمل به إلى ما يشاء الله .
   
غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه 
 
تحياتي  
...........