ثلوج الباحة تنعش التوقعات بموسم سياحي يزيل “ مرارة ” العام الماضي ...




لم يكن محمد الغامدي « من منطقة الباحة والذي يدرس الطب في جامعة الملك عبد العزيز » يعلم أن اتصاله

بزملاء الدراسة للاطمئنان عليهم سيترك في نفسه حالة من الحزن لغيابه عن المنطقة التي تشهد ثلوجا وأمطاراً

غزيرة هذه الأيام، فمحمد من الشباب الذين تستهويهم المغامرات والاستمتاع بالأجواء المغايرة للسائد ولا يزال

يتذكر بمزيد من الحنين والشوق أجواء مارس 2007 عندما هطلت على المنطقة

أمطار غزيرة مشكِّلة طبقة من الثلوج تفوق 20 سم . واكتست مدينة الباحة

بحلة بيضاء خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن تساقطت عليها أمطار غزيرة تعد الأولى في قوتها

منذ عامين مما دفع العشرات من الشباب إلى الخروج للاستمتاع بالأجواء لاسيما على الجبال والطرق

مشكِّلة لوحة من البياض الرائع . ويحلم عبد الله الزهراني « الذي يقدر طبقة الثلج على الأرض حاليا بحوالى

15 سم » بأن تكون هذه الأجواء فاتحة خير لموسم سياحي جيد في منطقة الباحة التي يتذكر الكثير من أهلها

بمزيد من الحزن والألم عشرات السائحين حاملين حقائبهم فوق سياراتهم لمغادرة المنطقة تحت وطأة أزمة

المياه التي طالت المرافق السياحية لشهور دون حلول جذرية خلال الصيف الماضي . وأدت الأمطار على

منطقة الباحة التي تقع جنوب غرب المملكة على مساحة 25.580 كيلومترا مربعا إلى انتعاش المواقع

السياحية في منتزهات رغدان وبني ظبيان وبني حسن إلى جانب عشرات الغابات الأخرى التي تتميز بالطبيعة

الخلابة. وعلى الرغم من السباق الذي دخلته منطقة الباحة في مضمار السياحة الوطنية خلال الصيف إلا أن

خبراء سياحيون من أبنائها يعتقدون أن مقومات المنطقة السياحية لازالت تعيش مرحلة بيات شتوي لشح

الخدمات الأساسية وعدم وجود فنادق كافية ويستشهدون على ذلك بالصعوبات الكبيرة التي واجهها المسؤولون

على أعلى المستويات في الحصول على موافقات لإقامة فنادق خمس نجوم لسنوات وبدون أي جدوى.


( المدينة )