الغنيمة الثانية عشر
البركة الباكرة
روى جابر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
[رواه الطبراني في الأوسط ]
والبكور أول النهار ، وقد جعل الله فيه البركة وهي :
النماء والزيادة . فالمبارد المبكّر إلى أي عمل يجد بركة من الله - تعالى - في عمله ؛
فإن توجه لطلب العلم وجد سهولة في الفهم ، وقدرة على التحصيل ،
وسرعة في الاستيعاب ، وإن بدأ حفظ القرآن رأى يسراً في الحفظ ،
وجودة في الضبط ، واتقاناً في المراجعة والاستذكار ،
وإن سعى لطلب رزق وجد كثرة في الرزق وزيادة في الدخل ،
وإن مضى لأداء مهمة تيسرت أسبابها وذللت صعابها .
إن وقت البكور تتوفر فيه أسباب النجاح وجودة الأداء ؛
لأن الجسم يكون في كامل طاقته ، وذروة نشاطه بعد اكتمال راحته وتمام نومه ،
كما أن الذهن يكون صافياً لعدم انشغاله وهدوء باله ،
إضافة إلى أن وقت البكور فيه هدوء وسكينة لقلة الناس وندرة الحركة ،
ويزاد على ذلك أن تلك الساعات الأولى تضيف فسحة من زمن النهار يتضاعف بها الإنتاج ،
وتزداد بها المنجزات .
والذين يصلون الفجر في وقتها يدركون البكور وينالون بركته ،
ويجنون ما فيه من المنح الحسية والمعنوية وتلك أيضاً غنيمة فاغتنمها ولا تكن من الخاسرين .