الغنيمة العاشرة
الخير العميم
خير بلا حد ، وفضل بلا سد ، وحسنات بلا عد ، عطاء يفوق الوصف ،
وهبات تزيد على الضعف ، لا لا تقل إنها مبالغات ،
كلا ! فهذا جود رب الأرض والسماوات ،
إنه الذي لا تنفذ خزائنه ، ولا ينقص ملكه ،
وإن أعطى كل سائل مسألته ..
{ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما } .
تصور- أخي القارئ- أن هذه الغنيمة التي سأخبرك بها ليست من غنائم صلاة الفجر ،
بل هي غنيمة ركعتي السنة قبل صلاة الفجر ،
ولك -بعد أن تعرف الغنيمة – أن تتساءل وتقول :
إذا كان هذا لركعتي السنة ، فكيف إذن ركعتي الفريضة ؟ .
اقرأ معي حديث عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها - ،
عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :
( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )
رواه مسلم ، وفي رواية :
( لهما أحب إليّ من الدنيا وما فيها ) .
سبحان الله (خير من الدنيا وما فيها ) !!
الدنيا بذهبها وفضتها ، وجمالها ونسائها ،
الدنيا بكل ملذاتها وشهواتها
{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة
من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث }
نعم ركعتا الفجر خير من كل ذلك ، ويعدل كل ذلك ويزيد عليه ،
والرواية الثانية مؤيدة ومؤكدة لهذا المعنى عندما جاء لفظها بالمقارنة بين الدنيا وركعتي الفجر
وقال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –
( لهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً ) ،
إذن فكرر معي فكيف صلاة الفجر ذاتها ؟ .
إنها غنيمة بلا حدود ، فاسع إليها وقيدها بالقيود ؛
فإن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
(لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم - على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر )
[ متفق عليه ] .