َرى عِظَأماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعـظَمُ – وَنَتَّـهِـمُ الواشــينَ وَالــدَمـعُ مِنـهُـم
وَلَـمّا اِلتـَقَـيـنـا وَالـنَـوى وَرَقـيـبُـنا –غَـفــولانِ عَـنّا ظِلتُ أَبـكي وَتَبسِمُ
فَـلَم أَرَ بَـدراً ضاحِكاً قـَبلَ وَجـهِها –وَلَــم تَـرَ قَــبـلي مَـيِّــتاً يَتَــكــَــلَّــمُ
ظَلومٌ كَـمَتـنَـيها لِصَـبٍّ كَخَصرِها –ضَعـيـفِ القُـوى مِـن فِعلِها يَتَـظَلَّمُ
بِفـَرعٍ يُعـيدٌ اللَــيلَ وَالصُبـحُ نَــيِّرٌ- وَوَجـهٍ يُعـيدُ الصُبحَ وَاللـَيلُ مُظـلِمُ
فَـلـَو كانَ قَلـبي دارَها كانَ خـالِـياً –وَلَكـِنَّ جَـيـشَ الشَـوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
يَجِـلُّ عَنِ التَشـبيهِ لا الـكَفُّ لُجّـَةٌ – وَلا هُـوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ
وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى – وَلا حَـــدُّهُ يـَنــبــــو وَلا يَـتــَثَـــلـَمُ
أَلَـذُّ مِـنَ الصَــهـباءِ بِالـماءِ ذِكـرُهُ – وَأَحـسَـنُ مـِن يُســرٍ تَـلَــقّاهُ مُعـدِمُ
وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِشَكلُهُ – وَأَعـوَزُ مـِن مُســتَرفِـدٍ مِنهُ يُجرَمُ
المتنبي