
 
موضوعنا بعنوان : " في صحبة الإمام أحمد " ، وهي صحبة كريمه مع إمام جليل ؛
 وغرض الصحبة أن ننظر في حاله ، وأن نستمع إلى  أقواله ، وأن نقتبس من أفعاله، 
غير أنا جزماً لا نزعم أنّا سنحيط بسيرته ، ولا نجمع جميع دروسه ومواقفه وعبره وأقواله ! 
وإن المدّعي لذلك كمن يدعي قدرته على أن يجمع ماء البحر في قارورة ،
 فلو إدعى ذلك فلن يحظى الا بقدر ملء هذه القاروره من ماء البحر ..
 وحسبنا أن نغترف من بحر علمه وفضله وجوده وكرمه وجميع خلاله الحميدة ؛
 فإن في ذلك ما ينفع ويهدي بإذن الله عز وجل في زمن قلّ فيه الثقات ، وصعد فيه النكرات ، 
واختلطت فيه الأولويات ، وقلّ من الناس من عاد يميز بين الغث والسمين ، 
ومن يفقه فقه أولئك الأئمة رحمة الله عليهم ورضوان الله عنهم ، وكما قال القائل :
من أين أبدأ قولي أيها البطل = وأنت أبعد مما تطلب الجمل
كل القوافي التي استنفرتها وقفت = مبهوره وبدا في وجهها الوحل
ماذا نقول وصرح العلم سامقة = أركانه وبناء المجد مكتمل
ماذا تقول قوافي الشعر عن رجل = كل يقول له هذا هو الرجل
ولذلك حسبنا وقفات من مواقف وسير الإمام الجليل - رضوان الله  عليه - وسنمضي في صحبة متنوعة، 
غرضنا منها أن نرى التمايز والبون الشاسع بين ما كانوا عليه وما صرنا إليه، 
علّ ذلك يقوى العزم على اقتفاء آثار السلف ،
 وأن نفقه فقههم الإيماني وأن نسلك سلوكهم القرآني . 
موضوع للشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح 
نطرحه هنا على حلقات بإيجاز 
تحياتي  
...........