عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2008, 04:52 PM   رقم المشاركة : 63

 

.

*****

الأحد 11 ذو القعدة 1429هـ

الزراعة.. عرق الماضي جففته الميكنة



اختلفت طرق الزراعة الحديثة عن الماضي، وأصبحت الآلات تحتل مكانة في المزارع بعد أن اندثرت جميع الأدوات القديمة التي كان يعتمد عليها في الحرث والسقي.. فكان المزارعون القدماء يعتمدون في بدء الزراعة على الأنواء والمطارح والنجوم.. ففي الصيف يزرعون الذرة والدخن الصيفي والسمسم، وفي آخر الموسم تزرع الذرة والدقسة والبياض والمقتصرة، وكذلك في الخريف.

أما المقارنة بين الزراعة قديماً وحديثاً فيقول المزارع سعدالله الحسني انه يتم حرث الأرض بعد ثلاثة أيام من الليان بواسطة الثيران والعود والمقرنة، ولا تدمس بالمحر حتى تستفيد الأرض من أشعة الشمس، ثم تسمد وتحرث بالثيران مرة أخرى ثم تقطع تقطيعاً مناسباً وتسقى بالماء ويسمى “البغار”، ويستمر في الخريف أسبوعاً وفي الصيف أسبوعين دون حرث، ثم بعد ذلك يبذر الحب وتحرث الأرض وتقطع إلى حامل ومساقط وتعاريب، والحامل هو المجاور للزبير بمسافة متر والمسقاة تكون في الوسط والتعاديب تكون في عرض الأرض ويسمى هذا سابقاً “بالختوم”، ولا تسقى الأرض إلا بعد شهر ثم تسقى الزراعة مدة شهرين أو ثلاثة أشهر حسب نوع الزرع.

أدوات الحرث

ويقول فالح السعدي ان هناك أدوات يستخدمها المزارع لحرث الارض وذلك بواسطة الثيران ومنها الجُوُ “ويسمى عند الغير الحِلاق”، وهو مصنوع من الخشب ويوضع فوق رِقاب الثيران. ليقرن بينها ويجعلها متماسكة بمصير واحد، فإن وجهها يمين ذهبت وإن يسار فعلت. ووصلة العُود وهي القطعة التي تُربط في الحِلاق الجو وتتصل بالتابِع بخِراز.

والتابِع هو ما يُطلق على بقية العُود ويُركَّب به الحارِث “اليد”.. والحارِث هو قطعة على شكل رقم 6 تُركَّب في «العُود» ويمسك بها الذي يحرُث.. والحديدة هي الصاج الذي تقلب الأرض به أثناء الحَرَث وتوضع في أسفل العُود.. وبعد الحرث يتم ترتيب الأرض بمسحها بالمدمسة.

ويضيف العم فالح بأن توضع المُدْمسَة وهي قطعة خشبية منبسطة تربط في الجُوُ والمدمسة حيث سترونها مربوطة بالثيران وبعد الإنتهاء من حرث الأرض يربط المدّمَسَة بالحِلاق ويقوم بدمس الأرض بحيث تكون بمستوى واحد، وتختفي آثار «الخُط» أيضاً بعد نهاية الدمس، «يشَطَّي» الأرض مرة ثانية ولكن هذه المرة لتسهيل عملية «القِصاب».

ويقول عائض الغامدي تُجمع الثيران بالجُوُ ويربط العود في الحِلاق ويمسك الذي يحرث باليد ويغرس الحديدة في الأرض لحرثها وتمشي الثيران من طرف الأرض إلى الطرف الآخر، وفي كل مرة يتكون ما يسمى «الخُط» وهو أثر الحديدة في الأرض.
أنواء الزراعة

وعن الأنواء تحدث المزارعون القدماء على اعتمادهم بعد الله عليها وعلى النجوم فيقول مصلح الغامدي (80 عاماً): الأنواء التي كنا نتوقع بها مواسم الزراعة ونزول الأمطار وهي ما يعرف لدى السكان القدماء - أنواء الفروع - والكفوف - والثريا، إذ يزرع فيها الدخن - الخريفي - ويسمى رزة الريشي - التابع - تابع الثريا - القرون - الجوزاء - النظم - ويزرع فيها الدخن الخريفي - الرمح - والمرزم - وتزرع فيه - ونجم سهيل المعروف - يزرع فيه الدخن الخرفي - كما يزرع فيه السمسم - والبجيدة، ويسمى هذا الفصل فصل الخريف. أما عند غروب النجوم فتنزل الأمطار من أول نجم القروع إلى آخر نجم وهو سهيل ويسمى غروبها الربيع وبداية الصيف.

ويتحدث محمد القرني عن طريقة حرث الأرض وحصد الزرع والأدوات المستخدمة في الزراعة والحراثة والحصاد، فيقول: يبدأ حرث الأرض بالسقيا ويسمى الليان، ويتم السقي إما بالفلج أو بماء البئر أو مياه الأمطار، ثم يرش بالماء ثم يرص بالجمال أو البقر أو مجموعة من الرجال وتسمى المراقصة.. وكانت تسقى المزارع إما بالغيل أو بالبئر أو بماء المطر، أما الآن فالآلات الحديثة والتطور الكبير في الزراعة ووجود المحميات كان له الاثر الكبير في حياة المزارعين فلم تعد هناك أي صعوبة يواجهونها في ذلك.


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس