سبق وفضل
أما خديجة فهي أول من آمنت به،
وهي حصنه الداخلي، وركنه الشديد، وكانت بمثابة الوزير الصادق له،
والرفيق الساعي له، تخفف عنه، وتواسيه ،
وتسعى في قضاء حوائجه،
وكانت – رضي الله عنها – قد أكرمت رسول الله بالعمل الكريم في تجارتها،
وتزوجته – رضي الله عنه – رغم فقره، وأسكنته بيتها حيث لا بيت له يملكه ،
وكانت تُنفق على رسول الله من مالها حين تفَرغ لأمر الرسالة،
وآمنت به حين كفر الناس، وصدّقته حين كذبه الناس، وآوته حين طرده الناس .
فإذا دخل بيته إليها – بعد يوم شاق في الدعوة والتلبيغ – سرعان ما ينسى الألم والحزن،
إذا تمسح بيدها الحانية على قلبه .
وكانت – رضي الله عنها – امرأة حاذقة صَنَاعٌ في إدخال السرور على زوجها والتخفيف عنه .
ولقد ضُرب بها المثل في طهارتها،
وضُرب بها المثل في حكمتها وضُرب بها المثل في حصافتها.