أبات سويهر والبرايا هجود ** بدر تجلّى في ليالي السعود
ماكان أحلى سهري عنده ** حتى كأني في جنان الخلود
لمقلتي في خدّه جنة ** محفوفةٍ بالنار ذات الوقو
له سيوفُُ طالما سلّها ** من لحظِهِ يحمي ورود الخدود
ياموقد النار في قلبي متى ** تطفي لظاها متى تجود
ويلي من المسواكِ ماباله ** إلى ثناياكَ كثير الورود
يسعد من دوني بما يشتهي ** ويستقي من فاتني وهو عود
قد كنتُ أولى من إراك الحِمَى ** بالرشفِ لو أن بخيلاً يجود
أو لو قضى بالعدل مابيننا ** قاضٍ قامت عليه شهود
كم من قتيلٍ بسيوف الهوى ** وكم من أسير موثق القيود
عجبت من ظبي غرير إذا رنا ** بعينيهِ يصيد الاسود
بديعُ حُسنٍ لو دعا ميتاً ** أجاب من بين تراب اللحود
سبحان من صوّره فتنةً ** لخلقِهِ وهو الرحيم الودود
ولم أدرِ أين الثغر من عقده ** لمّا تساوى ثغره والعقود
وفي المها ضدّان لم يبرحا ** قساوة قلبٍ ولين القدود
ياساحر اللحظِ والأجفانِ لو ** قابلت موسى يوم حشر الجنود
غلبت باللحظِ عصاهُ ولم ** يخر أهل السحر منها سجود
رفقاً بصبٍّ دنفٍ مغرمٍ ** يهواكَ ياشبه الغزال الشرود