بدا كالبدر توّج بالثريا ** غزال في الحِمَى باهي المحيّا
رماني باللحاظِ فصرتُ ميتاً ** وحيّا بالسلام فعدت حيّا
وبالكف الخضيبِ أشارَ نحوي ** وأدناني وقرّبني نجيّا
فقلت له ونحن بخير حالٍ ** أتـفقد من جنان الخلدِ شيّا
فقال وقد تعجّب من مقالي ** جنانُ الخُلدِ قد جُمِعَت لديّا
فقلت صدقت يابصري وسمعي ** فمن حاز الجمال اليوسفيّا
فقلت الورد أين يكون قل لي ** قال أما تراه بوجنتيّا
فقلت الشهد أين فقال هذي ** شفاهي قد حوت شهداً جنيّا
فقلت أين برقُُ قد بدا لي ** فقال رأيت مبسميَ الوضيّا
فقلت فما السجنجل ياحبيبي ** وماجيد الغزال وما الثريا
وأبدى صدره السامي وجيداً ** تقـلّد فيه عقداً جوهريّا
فقلت فما قضيب البان صِف لي ** فهزّ لِيَ القوامَ السّمْهَريّا
فقلت فهل يُرَى لك قط شبه ** قال انظر وكن فَطِناً ذكيـّا
فقلت البدر قال ظلمت حُسني ** بذا التشبيه فاهجرني مليّا
متى كان الجماد وأنت أدرى ** يشابه حسنه بشراً سويّا
تأمل هل ترى للبدر عيناً ** مكحّلةً وثغراً لؤلؤيـّا
وهل تلقى له مثلي لساناً ** تساقط لفظها رطباً جنيّا
أليس البدر ذا كلفٍ ووجهي ** كما أبصرته طلقاً رضيّا
وكم قد رام تشبيهي أناس ** فلمّا استيأسوا خلصوا نجيّا
فقلت إليكَ معذرتي فمثلي ** يسامح إن أتى شيئا فريّا