ربما يكون رمضان الماضي هو آخر رمضان لمن بقي من أهل النزلة اليمانية ساكنا بالنزله ، أمّا ما كان من عادات وتقاليد وذكريات فلا يمكن أن تدفنها جرافات الإزالة أو يمحوها تغير المكان ، ومن الطبيعي بل من الوفاء يا أبا ناهل أن تعود بك الذاكرة إلى ذلك المكان الذي عشت فيه زمن الصفاء زمن الطفولة والصبا وما فيهما من براءة و تجاوزات لتتذكر الأشخاص والأماكن والمدارس والمعالم ،و إنّها لمشاعر الوفيّ ويا حبّذا لو استمرت هذه المشاعر سيلا من الذكريات لنستمتع ببعض ما كان يدور في تلك الحارات من قصص و أحداث مما قد يكون فيه العبرة والفائدة و يجهله الكثير ممن لم يعش مثلي في تلك الحارات بل ربما كانت الأمور الغير مرغوب فيها هي ما يعرفه فقط عن تلك الحارات وعن بعض ساكنيها .