عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2008, 10:41 PM   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثامن عشر

من المراد في قوله يَأْمُرُكُمْ ؟

ما المقصود بالأمانات ؟


أَيْ مَا اُؤْتُمِنَ عَلَيْهِ مِنْ الْحُقُوق "إلَى أَهْلهَا .. وفيها أربع مسائل

المسألة الأولى : اختلف الناس في الأمانات ; فقال قوم : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه . وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته . الصحيح أن كليهما أمانة ; ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد .

المسألة الثانية : أمر الله تعالى .. بأدائها إلى أربابها , وكان سبب نزولها أمر السرايا ; قاله علي ومكحول . وقيل .. نزلت في ( عثمان بن أبي طلحة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم منه المفتاح يوم الفتح ودخل الكعبة , فنزل عليه جبريل بهذه الآية , وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها , فدعا عثمان , فدفع إليه المفتاح ) , فكانت ولاية من الله تعالى بغير واسطة إلى يوم القيامة , وناهيك بهذا فخرا . وروي أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي عليه السلام أن تجمع له السدانة والسقاية , ونازعه في ذلك شيبة .. فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .

المسألة الثالثة : لو فرضناها نزلت في سبب فهي عامة بقولها , شاملة بنظمها لكل أمانة ; وهي أعداد كثيرة , أمهاتها في الأحكام : الوديعة , واللقطة , والرهن , والإجارة , والعارية . أما الوديعة : فلا يلزم أداؤها حتى تطلب , وأما اللقطة فحكمها التعريف سنة في مظان الاجتماعات , وحيث ترجى الإجابة لها , وبعد ذلك يأكلها حافظها , فإن جاء صاحبها غرمها , والأفضل أن يتصدق بها . وأما الرهن : فلا يلزم فيه أداء حتى يؤدي إليه دينه . وأما الإجارة والعارية : إذا انقضى عمله فيها يلزمه ردها إلى صاحبها قبل أن يطلبها , ولا يحوجه إلى تكليف للطلب ومؤنة الرد . وقال بعض علمائنا في الإجارة : يردها أين أخذها إن كان موضع ذلك فيها .

المسألة الرابعة : قوله تعالى .. ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال ابن زيد .. قال أبي : هم السلاطين , بدأ الله سبحانه بهم ، فأمرهم بأداء الأمانة فيما لديهم من الفيء , وكل ما يدخل إلى بيت المال حتى يوصلوه إلى أربابه , وأمرهم بالحكم بين الناس بالعدل , وأمرنا بعد ذلك بطاعتهم , فقال ..( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . قال القاضي : هذه الآية في أداء الأمانة والحكم عامة في الولاية والخلق ; لأن كل مسلم عالم , بل كل مسلم حاكم ووال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن , وكلتا يديه يمين وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا ).

ورد في تفسير القرطبي

اختلف من المخاطب بها ; فقال علي بن أبي طالب وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب وابن زيد : هذا خطاب لولاة المسلمين خاصة , فهي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمرائه , ثم تتناول من بعدهم . وقال ابن جريج وغيره : ذلك خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن أبي طلحة الحجبي العبدري من بني عبد الدار ومن ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وكانا كافرين وقت فتح مكة , فطلبه العباس بن عبد المطلب لتنضاف له السدانة إلى السقاية ; فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فكسر ما كان فيها من الأوثان , وأخرج مقام إبراهيم ونزل عليه جبريل بهذه الآية . قال عمر بن الخطاب : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية , وما كنت سمعتها قبل منه , فدعا عثمان وشيبة فقال : ( خذاها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ) . وحكى مكي : أن شيبة أراد ألا يدفع المفتاح , ثم دفعه , وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : خذه بأمانة الله . وقال ابن عباس : الآية في الولاة خاصة في أن يعظوا النساء في النشوز ونحوه ويردوهن إلى الأزواج . والأظهر في الآية أنها عامة في جميع الناس فهي تتناول الولاة فيما إليهم من الأمانات في قسمة الأموال ورد الظلامات والعدل في الحكومات . وهذا اختيار الطبري . وتتناول من دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك , كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه ; والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى . وروي هذا المعنى مرفوعا من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها ) أو قال : ( كل شيء إلا الأمانة - والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع ) . ذكره أبو نعيم الحافظ في الحلية . وممن قال إن الآية عامة في الجميع البراء بن عازب وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب قالوا : الأمانة في كل شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع , وقال ابن عباس : لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة .

ورد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في أهمية الأمانة أذكره ؟

هناك عدة أحاديث وردت حول أهمية الأمانة .. منها

عن أبي هريرة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك (الجامع الصغير )

عن ابن عمر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم ( الجامع الصغير )


وعن أبي هريرة قال .. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث إذ جاء أعرابي فقال .. متى الساعة ؟ قال ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال .. كيف إضاعتها ؟ قال( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .. رواه البخاري

وعن حذيفة في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ) .. رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم .. ( كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته , فالإمام راع على الناس وهو مسئول عنهم , والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عنهم , والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته ) .

وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها ، حتى يقتص للشاة الجمّاء من القرناء )

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال .. (ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) . رواه البغوي

والله أعلم

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس