بين التنظير والواقع
كثيرة هي الأمور التي يسهل الحديث عنها بكل مثالية وثقة
لكن الواقع المعاش فعليا يعطي غالبا صورة مغايرة لما يتحدث
به الخبراء في موضوع معين
فعلى سبيل المثال .. موضوع تربية الأبناء التربية المثالية
التي نتمنى- ونحاول أن نطبق ما يمكننا تطبيقه من حوار
ومناقشة وابتعاد عن استخدام العنف اللفظي والجسدي
للمواقف المختلفة التي تصدر عنهم في مراحل عمرهم
المختلفة ، نفاجىء بتصرفات لا بد معها من استخدام العنف
حين لا يستجيب هذا الطفل للحوار والمناقشة . والسلوك
الصحيح في تعامله مع افراد اسرته ثم مع المحيطين في
المدرسة رغم رقي الوسائل التي كنا نستخدمها معه .
كثيرة هي الأسر التي تغرس المثاليات والاخلاقيات في
نفوس ابنائنا قبل سن المدرسة، ولكن مع اختلاط هؤلاء
الأبناء بغيرهم من الطلاب الذين ينتمون الى بيئات وأسر
واخلاقيات مختلفة ،يحاولون تطبيقها ونقلها الى اسرهم
تتغير القيم والمفاهيم فهناك أبناء يتحكم في تربيتهم الدلال
الزائد وآخرون تربوا على القسوة وغيرهم يتأثرون بتربية
الخادمات وآخرون تؤثر عليهم الاضطرابات والخلافات العائلية
التي لا تنتهي .. والطفل ما هو الا ناقل وراصد للسلوكيات
المكتسبة بايجابياتها وسلبيايها المختلفة، ينقلها الى منزله
بكل براءة وعفوية ، فيضطر معها أرباب الأسر التخلي عن
المثاليات التي غرسوها في ابنائهم تدريجيا ودون شعور منهم
انهم عادوا لتطبيق العنف اللفظي والجسدي على ابنائهم
فيكبر هؤلاء الأطفال لتحتضنهم أسوار الجامعات التي أصبحت
هي المحك الحقيقي الذي كشف وما زال يكشف كيف أننا
ما زلنا نربي ابناءنا على العنف دون ان ندري ، فهل نعود
ونتساءل من المسؤول عن عنف هؤلاء الشباب ؟
منقول
الكاتبة .. ما جدة درويش
دمتم بخير