مسائل مختصرة عن ليلة القدر 
 
تحديدها 
اختلف أهل العلم كثيرا في بقاء ليلة القدر وتحديدها فتحديد ليلة
 القدر والمسألة في الحقيقة لا تحتمل هذا الاختلاف
 الذي وصلت إليه ، فقد ذكر ابن حجر رحمه الله 
في شرحه لصحيح البخاري
 أكثر من أربعين قولا في هذه المسألة . 
وإني ذاكر لك أخي القارئ القول الأرجح من هذه الأقوال كلها ، 
والذي عليه جمهور أهل العلم ، وتدل عليه الأدلة قبل ذلك ، 
ألا وهو : 
" أن ليلة القدر باقية تتكرر كل سنة
 في شهر رمضان ، وفي العشر الأواخر منه ، 
وفي أوتارها بالتحديد ، وتنتقل في هذه الأوتار ، 
فلربما جاءت في سنة في ليلة إحدى وعشرين ،
 وجائت في أخرى في ليلة سبع وعشرين وهكذا " . 
ومما يدل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من
 حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 " فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر " 
. وفي حديث عائشة الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه
 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
" تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان "
من فضائلها
 ورد في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم 
من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 " من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
 والمراد ب " غفر له ما تقدم من ذنبه " : 
الذنوب الصغائر ، أما الكبائر فإنه لا بد لها من توبة عاجلة ،
 صادقة ، نصوح ، 
ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم
 في الحديث الصحيح
 " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، 
ورمضان إلى رمضان ، كفارة لما بينهن من الذنوب
 إذا اجتنبت الكبائر " 
، ونقل القاضي عياض رحمه الله تعالى 
أن هذا هو مذهب أهل السنة
 وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى . 
مايقال فيها 
يستحب الإكثار من الأدعية المأثورة في كل وقت ، 
وفي الأزمنة الفاضلة خاصة .
 
وقد ورد فيما يتعلق بليلة ما رواه الإمام أحمد وغيره 
أن عائشة قالت :
 يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فبم أدعو ؟ 
قال : " قولي :
 اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني "
من علاماتها
 قال ابن حجر رحمه الله تعالى : 
( وقد ورد لليلة القدر على علامات ،
 أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي ،
 منها ما في صحيح مسلم عن أبي بن كعب 
يعني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
 " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها "
 وفي رواية لأحمد من حديثه " مثل الطست "
 ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود
 وزاد " صافيه " ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا 
" ليلة القدر طلقة ، لاحارة ولا باردة ، 
تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة " 
ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا : 
" إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة ،
 صاحية ، لا حر فيها ولا برد ، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها " ) . اهـ . 
" الخطوة الثالثة " 
ولك أن تتساءل أخي القارئ وتقول :
 وما الخطوة الأولى والثانية في هذا الموضوع ،
 حتى تعنون لي ب " الخطوة الثالثة " ؟  ! ! 
وهنا أختم معك هذا الموضوع مجيبا عن التساؤل لأقول لك : 
إن الخطوة الأولىهي قراءتك لهذا الموضوع وقد فعل . 
والخطوة الثالثةهي فهمك لما فيه من الفوائد وقد حصل . 
والخطوة الثالثةهي عملك بمقتضى ما قرأت وفهمت فقل أجل . 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 
الشيخ / خالد بن عبد الله الخليوي
غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه 
تحياتي  
...........