
قال الله تعالى :

 الأنعام 
الخطاب في الآية الكريمة للنبيّ – صلى الله عليه وسلم –
 وهو خطاب عامٌ لكلّ المسلمين ، 
وهكذا ينبغي أن تكون جميع أعمالنا وأفعالنا
 لخالقنا – سبحانه – ولا نصرف شيئاً من العبادة 
والقصد والتوجّه إلا له – جَلّ وعزّ - ؛ فلا ندعو إلا الله ،
 ولا نسأل إلا الله ، ولا نذبح إلا لله ،
 ولا نتوكل إلا على الله ، ولا نطوف إلا ببيت الله ؛
 وبهذا يتحقق المفهوم الشموليّ المتكامل للعبادة في دين الإسلام ،
 فالدين كلٌ لا يتجزّأ . 
وفي الصحيح من حديث عليّ – رضي الله عنه – أنّ النبيّ – عليه الصلاة والسلام - 
كان إذا قام إلى الصلاة قال :
 "  وجّهتُ  وجهي  للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين .
 إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
 وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ،
 أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي ،
 واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً ؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، 
واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ،
 واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ،
 لبّيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك ، 
أنا بك وإليك تباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك " .
 وما خسر المسلمون إلا حينما كانت الحياة لغير الله ؛
 ويا لله ! كم من صنوف العبادة تُصرف لغير الله :
 من دعاء ، واستغاثة ، وذبح ، وطواف ، وغير ذلك !
 ولهذا يجب أن تكون القضية العظمى التي يُعنى بها الدّعاة والمصلحون ؛
 هي : الدعوة للإسلام النَّقي المُصفّى القائم على التوحيد الخالص ،
 بعيداً عن الشّرك ؛ لنقول مُقوَّلة عباد الله المؤمنين
 على مَرّ العصور والسنين : 

اللهمّ أحينا مسلمين ، وتوفّنا مسلمين ، 
واحشرنا مع عبادك الصالحين .
تحياتي  
...........