عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2013, 10:44 PM   رقم المشاركة : 215

 

[ الديك الخاتم ]
الديك وجمع القلة : أدياك ، وجمع الكثرة : ديوك وديكة
لعل هذه القصة أو الحكاية هي ختام المسك وخاتمة المطاف بالنسبة لي في سرد الحكايات عن الديكة ولهذا أخترت لها عنوان [ الديك الخاتم ] .
المدرس أيها الإخوة - كما نعلم جميعا - هو إبن مجتمعه ، بمعنى أنه تشرب ثقافة مجتمعه منذ الصغر من عادات وقيم ومن خير وشر ، قال الشاعر :
وما أنا إلا من غزيَّة إن غوت *** غويت وإن ترشد غزيَّة أرشد
المجتمعات في الزمن الماضي قبل النفط هي مجتمعات فقيرة وكان الأب يختار لابنته الزوج الذي يملك أولا وأخيرا ( مزارع ) ليضمن لابنته حياة كريمة وكان يقال ( نشمي يعشي أهله في ليلة ما فيها العشاء ) وقد تواضع هذا المطلب أو المفهوم كثيرا بعد ظهور النفط .
واستحضارا لهذا المفهوم نشأ كثير من أبناء الوطن وظل ملازما لكثير منهم حتى بعد حدوث مجتمع الوفرة المآدية بسبب النفط ( والمؤقتة إلى ما شاء الله وندعو الله جميعا أن يطيل في عمره )
أسهبت في المقدمة لأوضح سبب جنوح بعض الأفراد وتقمصه سلوكا غير مرغوب لا عرفا ولا دينا أعود بكم إلى حكاية ( الديك الخاتم )
كان رحمه الله جالسا في إحدى المقاهي بصحبة زملائه وبينما هم كذلك إذ مر أمامهم رجل طويل القامة ضخم الجسم تبدو على ملامحه القسوة والمهابة وأخذ مكانه في الكرسي المقابل ، سرعان ما امتقع لونه وقلصت شفتاه وجف ريقه وانتصب شعر رأسه فرقا عند رؤيته ذلك الرجل
طلب من زملائه الانتقال إلى كراسٍ أخرى بعيداً عن هذا الرجل ، لاحظ زملاؤه شدة ارتباكه وتغير ملامحه فسألوه ما بك ؟ قال أرأيتم ذلك الرجل الذي جلس أمامنا ؟ قالوا نعم مابه ؟
قال هذا الذي يسمونه ( الشاويش ) وهو من قرن ظبي دون مرتبة الضابط أي رقيب ، كان لي معه قصة ، في يوم من الأيام شكاني أحد الجيران بحجة سرقة ( ديكه ) وأنكرت إنكارا كليا لعلمي ما سيترتب على اعترافي من فضيحة ومن ضرر كبير قد يؤدي إلى الفصل بحكم عملي ( مدرساً ) ولكن ذلك الشاويش أمر جنوده بتعليقي برجليّ وجلب الخيزران وأخذ يضربني بعنف بالغ ، خارت قواي لم أتحمل فاعترفت وأنزلوني وأنا أتلوى من الألم ، فكوا وثاقي وطلبت من ذلك الشاويش أن يستر عليَ وألا يوصل الخبر إلى إدارة التعليم أوإلى مدرستي وتعهدت بدفع ثمن ذلك الديك أضعافا ولذلك رأيتم تغير لوني عندما رأيته ، لا أطيق رؤيته أبد الله ما أقسى ذلك الشاويش .

 

 

   

رد مع اقتباس