جديد «الإخوان»: التجسُّس على الإعلاميين
كتب / مصطفى فتحي
أثار بلاغ تقدّم به المحامي سمير صبري للنائب العام أمس الأول، جدلاً بين الإعلاميين في مصر. يطالب البلاغ بالتحقيق مع الرئيس محمد مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، بالإضافة إلى عصام العريان القيادي الإخواني، ومحمد إبراهيم وزير الداخلية، حول تورط جماعة «الإخوان المسلمين» في التجسُّس على مكالمات صحافيين وإعلاميين وقادة في الجيش.
البلاغ الذي تقدم به المحامي سمير صبري يعتمد على قصاصات نشرت في بعض وسائل الإعلام المصرية، بعد تصريحات تؤكد أن خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، ينسق مع عناصر موالية للجماعة من جهاز الأمن الوطني، بهدف مراقبة الهواتف الخاصة بعدد من الصحافيين والإعلاميين، فضلاً عن شخصيات عسكرية، ويؤكد صبري أنّه حصل على «دلائل تؤكد تورط جماعة «الإخوان» في التجسس، إذ تقوم عناصر تابعة للجماعة بجلب معلومات تخص جميع الصحافيين والإعلاميين المعارضين للإخوان ومراقبة الهواتف الخاصة بهم بهدف تهديدهم بعد تسجيل مكالماتهم الخاصة».
يقول الصحافي المستقلّ مؤمن المحمدي إنّ «مسألة التجسس غير مستبعدة، إذ أنّه من الممكن أن تصل المعركة الحالية بين الإعلام وجماعة «الإخوان» لدرجة تجسُّس الإخوان على الإعلاميين، فهي جماعة تعيش في عالم آخر وتؤمن أنّ هناك مؤامرة عليها من كل الأطراف في الكون خصوصا ًالإعلام». ويضيف: «كلّ الصحافيين المعارضين هم الآن من وجهة نظر الجماعة هم أعداء للمشروع الإسلامي، ولديهم مخططات لإسقاط مرسي، وهناك جهات تقوم بتمويلهم، هذا طبعاً غير حقيقي، لذلك هم يحلمون بامتلاك دلائل على أوهامهم، من خلال التجسُّس».
من جهته يرى الصحافي في «المصري اليوم» ابراهيم قراعة، أنّ «الجماعة أضعف من أن تمتلك أجهزة تسجيل مكالمات، فهي جماعة عاجزة فشلت في إدارة كل الملفات المصرية». ويضيف قراعة: «قد يكون هناك تجسس من جانب جهاز الأمن الوطني، وهذا بالفعل ما كان يحدث بشكل ممنهج كشفته وثائق أمن الدولة التي تم تسريبها بعد الثورة في ظل نظام مبارك، إذ كان كل الصحافيين تحت المراقبة، وبالتأكيد لم يتغير الأمر حتى الآن. لكن سواء كان الإخوان يتجسسون على الإعلاميين أم لا، فهذا لا يمنع وجود معركة بين الإعلام المصري وبين جماعة الإخوان التي لا تؤمن بحــرية الـــرأي والتعـــبير».
يأتي بلاغ المحامي المصري بعد أيام قليلة من تصريح وكيل أول جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق الفريق حسام خير الله، في برنامج «القاهرة 360» على قناة «القاهرة والناس»، حين أكّد أن «الإخوان المسلمين» يمتلكون جهاز مخابرات خاص بهم، فضلاً عن استخدامهم العديد من أجهزة التنصّت لمراقبة عمل المعارضة والتجسُّس عليها.
البلاغ الذي تم تقديمه للنائب العام أمس الأول، ليس أوّل إشارة على قيام «الإخوان» بالتجسس على المصريين. ففي شهر أيار من العام الماضي، وضمن حوار مع قناة «بي بي سي عربي»، أعلن خيرت الشاطر أنّ «الجماعة تتجسس على بعض مكالمات المصريين». يومها انتشر فيديو لمقطع من المقابلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدّى إلى تقديم سلسلة بلاغات للتحقيق مع الشاطر، لكنّها بقيت على الرف، ولم تحرّك أيّ قضيّة.