الموضوع: قل ولا تقل
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2013, 12:52 PM   رقم المشاركة : 223
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

( أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ )

أيها الإخوة لقد ترددت في كتابة هاتين المآدتين لما أراه من حساسية كثير من الناس وخجلهم من التلفظ بهما ولا يجدون حرجا في استبدالهما بكلمات وافدة وهما كلمتا ( إشُّو وطوطة ) ويخجلون من الكلمات ( غائط وبول وفسا وضراط ) وهذه الكلمات مدونة في تراثنا كالقرآن الكريم والحديث الشريف وما توارثناه من لغة الآباء والأجداد وفي معاجم اللغة

فأما في القرآن الكريم فقول الله سبحانه وتعالى : ( أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء ... )
وجاء في الحديث برواية مسلم قال : ( جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي عليه السلام فلما قضى بوله أمر النبي عليه السلام بذنوب من ماء فأهريق عليه )
وجاء في التراث : أن الحطيئة هجا الزبرقان بن بدر فقال :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وهو يعني أنك ( المطعم المكسي ) فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستدعى حسان رضي الله عنه فقال أتراه قد هجاه ؟ فقال : بل سلح عليه !!
وعن علي في حربه مع معاوية رضي الله عنهما في فتنة الخلافة التي نعلمها جميعا ، حينما قال علي : إن الخلافة لا تساوي عندي ( عفطة عنز )
وورد في معاجم اللغة ومنها لسان العرب لابن منظور في مآدتي ( فسا وطوطة )

طوط : الطاط والطوط والطائط : الفحل المغتلم الهائج ( الذي يصلح للضراب )
طاط الرجل المتكبر الظالم لا يكاد يبصر الحق ، والطاط : الذي تسمو عيناه إلى هذه وهذه من شدة الهياج
والطيط : الذي يهدر من الإبل ، طاط الفحل الناقة : أي ضربها ، والطوط والطاط : الرجل الشديد الخصومة
رجل طاط : طويل ، والطوط : الحية ، وجبل طوط : صغير ، والطوط : القطن

فسا : الفسو : معروف والجمع الفساء وأنشد ابن بري :
إذا تعشوا بصلا وخلا *** أتوا يسلُّون الفساء سلا
ورجل فساء : كثير الفسو ، ويقال للخنفساء الفساءة لنتنها ، وفي المثل : ( ما أقرب محساه من مفساه )
والعرب تقول : أفسى من الضربان وهي دآبة تجيء إلى جحر الضب فتضع قب أستها عند فم الجحر فلا تزال تفسو حتى تستخرجه
ويقال أفسى من نمس : وهي دويبة كثيرة الفساء ، والفساء انبزاخ ما بين الوركين
وفي التهذيب : وعبد القيس يقال لهم الفساة ، وفسوات الضباع : ضرب من الكمأة ونقول لها في الباحة ( فسية الجعيرة )
هذا بعض ما جاء في مصادر لغتنا التي نخجل من استخدام بعض كلماتها فلجأنا إلى التشدق بكلمات وافدة مثل : ( إشو وطوطة بدلا من البول والغائط والريح وجاء في الحديث : ( لايخرج أحد منكم من المسجد إلا أن يجد ريحا أو يسمع صوتا ) ، وثنكيو ومرسيه بدلا من شكرا ، وأوكيه بدلا من طيب ونعم إلى آخر القائمة ) فهل عقمت لغتنا حتى نستبدلها بأخرى وافدة ؟ !
أليست هي لغة القرآن التي شرفنا الله بها فجعلها لغة أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ... )

يقول حافظ إبراهيم : اللغة العربية تخاطب أبناءها محتجة عاتبة :
أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ **** إلى لغة لم تتصل برواة ؟!
رموني بعقم في الشباب فليتني **** عقمت فلم أجزع لقول عداتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني **** وفيكم وإن عز الدواء أساتي ؟!
وسعت كتاب الله لفظا وغاية **** وما ضقت عن آي به وعظات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن **** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ؟!

سامحوني لقد أسهبت في الموضوع لما أراه وأسمعه من إحتقار للغتنا الجميلة فإن راق لكم ما دونت وإلا اعتبروها نوعا من المُلَح ربما ترسم بسمة على شفاهكم ودمتم .

 

 

   

رد مع اقتباس