.
*****
ومباركة ٌ أنتِ يا أمَّ بيتي
( كتبها الشاعر في الذكرى السابعة والثلاثين لزواجه ) 
بتاريخ : 1996م
-------------------------------
سبعة ٌوثلاثونَ عامْ 
مثلـَما نَجمَة ٌ 
      تـَرَكتْ جُرحَها 
              عـالِقـاً في الظلامْ 
مثلـَما يَعبُرُ الآنَ هذا الغـَمامْ 
عَبَرَتْ أمَّ خالـد ْ .. 
كم رَبيعـاً مَضى ؟  
كم شـتاءً وَصَيفْ ؟ 
كم خَريفـاً بأعمارِنـا حلَّ ضَيفْ ؟ 
كم ضَحِكنـا مَعـا ؟ 
كم ذ َرَفنـا على دَربنـا أدمُعـا ؟ 
كم تسَـَرَّبَ مِن عُمرِنا مِن يَدَيْنـا ؟ 
كم عَزيزاً عَلـَينا 
أصبَحَ الآنَ طـَيفْ ؟ 
كيفَ لم نَنتـَبِه ْ أمَّ خالـد ، 
          كيفْ ..؟! 
سـَبعَة ٌ وثلاثـونَ عـامْ 
أصبَحَتْ كلُّ أصدائِها 
مثلَ رَجْع ٍ بَعيـدْ 
رَغمَ أنّي أحاولُ ، 
           واليومَ عيـدْ ! 
لـَيُخَـيَّلُ لي أمَّ خالـدْ 
فـَرْط َ ما شَمسُ عُمري تـَميلْ 
أنَّ ظِلـِّي وَظِلـَّكِ  
           صـارا بِطول ِظِلال ِالنَّخيـلْ ! 
ومُبارَكة ٌ أنتِ يا أمَّ بَيْـتي 
عـَدَّ كلِّ الأمـاني  
وكلِّ الأغـاني 
عـَدَّ كلِّ الدّمـوعْ 
عـَدَّ كلِّ الدُّعـاءِ الذي دونَ صَوتِ 
كانَ يَلهـَجُ بينَ الضّـلوعْ .. 
عـَدَّ كلِّ السـَّهَرْ 
مُباركـَة ٌ عَدَّ نَقـْرِ المَطـَرْ 
فوقَ شـُبّاكِ غـُرفـَة ِ نَومـِكِ  
       بَيْنـا صَغيرُكِ يَبكي 
            يُنـاغي  
               وَيَلعَبُ حتى الصَّبـاحْ 
وأنتِ ، على رَهَق ِ اليَوم ِ 
      عيناكِ شـاخِصَتان ِ لـَه ُ 
             وذِراعُكِ تـَطويه ِطـَيَّ الجَنـاحْ ! 
مُبارَكة ٌ أمَّ خالـد 
بشـُموع ِ ثلاثـينَ عامـاً وَنَيْـفْ 
ودمـوع ِ ثلاثـينَ عامـاً وَنَيْـفْ 
وَكونـُكِ جَـدَّة َ بـارِقْ 
وَجَـدَّة َ سـَلسَـلْ وَسَـيفْ 
وأمَّ بَنِـيَّ وَبـِنتي 
فأنتِ العـراقُ بأغـلى مَعـانيه ِ  
           طِيـبَـتِه ِ 
           وَخصـوبَتِه ِ 
           وَلـَيال ٍ غَفـَونا بها كالحَمـامْ 
ثمَّ صِـرْنا مَعـاً أمَّ خالـد 
على كِبـَر ٍ لا نَنـامْ .. 
*****