عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2013, 12:32 PM   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










غرباوى غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

قدموهم للعدالة




بدأوا أولاً بتمهيدها، ثم خطّطوها، وبعد ذلك نشرُوا الدعايةَ لتسويقِها وبيْعِها، بأسعارٍ تَقِلُّ عن أسعار الأراضي في مكة المكرمة. هذه قصةٌ حقيقيةٌ، وليستْ مِنْ نَسْج الخيال، وهؤلاء هُمُ الذينَ قلتُ عنهم ولا أزال: إنـهم لصوصُ أراضٍ، فهل يكون آخرَهم، الاثنان والعشرون شخصاً الذين « استولَوْا على مليونـي متر من أراضي الدولة، لإنشاء مُخَطط عشوائي في: مِنْطقة جَبَليّة بالشرائع بمكة المكرمة ؟» (صحيفة المدينة المنورة، 4 ربيع الآخر 1434هـ، ص 7) كيف تسنّى لـهم الإتيانُ بعدد من الـمُعِدّات والآليّات، لاستخدامها في إزالة الـجِبَال ؟ مَنْ ساعدَهم على تمهيد الأراضي؟ هل انتهت القضيةُ عند مُجَرد إلقاءِ القبض عليهم ؟ أكـادُ أشكُّ أنْ لا أحدَ وراءهم ، ولعل تحقيقاً دقيقاً يكشف عن ذلك. يصعبُ الاستيلاءُ على مِليونَـيْ مترٍ من الأراضي، دون أن يكون هناك متنفِّذٌ أو متنفِّذونَ. فاسِدٌ أو مُفْسِدَُون. راشُــون و مُرْتَشَون. مَنْ باعوا ضمائرهم للشيطان، وغرسوا سكاكينهم وأنيابـهم في الأراضي، وجَعَلوها فريسةً للصوصية، وقبضوا الثّمن، وتقاسموه مع مَنْ ساندَهم، وآواهُم، ونصَرَهم!! بينما المحتاجون الحقيقيون إلـى الأراضي، في حالة من الإجهاد الذهني، والإرهاق العصبي، والتوتُّر، والقلق، واللصوص يعتصرون أفكارهم، للبحث عن مكان آخَر، يجدون فيه ملايينَ الأمتار من الأراضي في حالة مُشْتهاة. ليس هناك فرقٌ بين لِصٍّ ولص. بينَ مَنْ يسرقُ ألْفَ مترٍ من الأراضى ومليونَ متر، الكُلّ يُسمى نظاماً « لِصاً « واللصوص عادة منهم: الكبارُ، والصغارُ، وأخطرُهم الكِبارُ، مِمّن يسمونـهم في الثقافة الغربية : أصحابَ الياقات الزرقاء، المتصدِّرين المجالس!! الـمُرحّب بـهم في المواقع المتقدمة كافة !! المتحدثين عن الأمانة!! والأخلاق المحمودة!! والعصامية!! ونظافة اليدِ والجيْب واللسان!! وهي منهم بَرَاء، وكل له وَطَرٌ، وهدفٌ، وغايةٌ، فَقَدوا فيها درجةَ الإحساس بالوعي. هُمْ شديدو التّوْق للاستيلاء على الحرام، يقومون بدور فاعل في الترويج للصوصية، فقدِّمُوهم للعدالة، وتحققوا مِـمّن وراءهم، ولا يجوز بحال من الأحوال استغلال أراضٍ حكومية لصالح فئة معينةٍ من الناس، بينما الفئةُ الأحقُّ، والأوْلـى، والأهم، تنتظرُ على قوارع الطُّرق، وأياديها على خدودها.



 

 

   

رد مع اقتباس