لأن النفط سلعة بائرة اسمعوا «منيرة»
مَنْ هي " منيرة" التي أطلبُ منكم فضلاً سماعها؟ ولماذا ؟ منيرة اسمُها الكامل " منيرة بنت عبد الله الشّملان" تحدثت عن بَوَارِ النِّفْط، وعن" أكثر من 22 مليون نَخْلة تُمُور، طاقتُها الإنتاجيةُ تزيدُ عن 850 ألفِ طن، مــن خلال 400 صِنْف من التمور". واضحٌ أنّـها مهتمةٌ بالنخْلة ، عاشقةٌ لـها، لا تُطيق فِراقَها، فبعد أن أسهبتْ في الحديث عنها، وعن اقتصاديات التمور، ووصفَتْها بأنـها " الخيارُ الاستراتيجي الأوّل، كَمَوْردٍ أساس نابعٍ من طبيعة البيئة" دعتْ إلـى" إنشاء مجلس وطني للتمور، على نَمَط المجالس الوطنية للشاي، أو النِّفْط، أو الذهب حول العالَم، تتعاون به الجهاتُ الرسميةُ، وغيرُ الرسميةُ، للترويج للتمور داخل المملكة وخارجها" (ملحق الرياض الاقتصادي، 16 شوال 1433هـ، ص 4) .
من أيِّ منظور نظرت " منيرة" إلـى النخلة ؟ أمن منظور تاريخي ؟ أم من منظور انطلقت فيه من الوضع الراهن ؟ الواقع أنـها جمعتْ بين المنظوريْن، وكُلُّ منهما – مِنْ وجهة نظري - يُختارُ دون تردُّد، بَيْدَ أنّ التركيز على الوضع الراهن اختيارٌ استراتيجي، لماذا؟ تجيبُ عن السؤال الكاتبةُ الفاضلةُ قائلةً:" لأنِّ سوقَ النِّفْط، وتداعياتِ البحث عن الطاقة البديلة والنظيفة، قد تجعل النِّفْطَ سلعةً بائرةً، يبقى في أرضنا، ويهربُ الباحثون والـمُسَوِّقُون" وشددتْ على أنّ" البديلَ الصديقَ للبيئة، والأقَلَّ كَلَفَةً هو: سيِّد السُّوق" وهو في أحسن الأحوال في رأيـي، على درجة أو تلك من النجاح، فضلاً عن أنه يقود إلـى صُنْع المستقبَل، الذي لم يعُد مجرد رغبة فردية، بل يغدو مُقَوِّما ضروريا للإنسان السعودي في هذا العصر، وحقاً من حقوقه. ولفتت الكاتبةُ إلـى أنّ التمور السعودية " لَم تعالجَ بالمبيدات السّامّة، ولا بُدّ مِنْ خروجها من عباءة الوزارات، التي تُوَصِّلُ التمور للكساد، عندما يأتـي الموسم الثانـي، وهي لَمْ تُبَعْ بعد" وبردِّ فِعْلٍ أزعُمُ أنه عقلانـي، أجدُ أنّ دعوة " منيرة" لإنشاء مجلس أعلى للتمور، لا يستطيع أن يتجاهلها أحدٌ، وتُعَبّر عن إمكانية التطبيق، في مجتمع قادر على أداء وظيفته التاريخية، جاعلٍ من إنشاء المجلس اختياراً يفرض نفسه دون تردد، ومن ثم فإن من الضروري طرح قضية إنشاء المجلس، بوصفها علاقات تعاضدية، تفرض نفسها على أبناء الوطن ككل، بوصفها صيغةً من صيغ تطوير الدولة، بجهد متفتح رصين، ومنهج قابل للتطبيق.
اسمعوا فضلاً كلامَ " منيرة" فقد نادتْ بما يستحق أن يكون. وتذكروا أن النِّفْطَ سِلْعةٌ قابلةٌ للنضوب