أحـــــــلام  صغيـرة (*)
                                                       للشاعر الكبير / علي الدميني
لو كان لي قلبٌ ، لرافقني  على الدرب 
الذي يفضي إلى قلبي، 
وحرّرَني،
لأمضي
دونما حرس ٍ
                    إلى باب القصيدة ْ.
" قمر "
لو كان لي  " قمرٌ "
لأهديت السماء صفاتهِ،
وعلى الصبايا الذاهبات إلى الحقول 
نثرت صيفاً  ناحلاً من قمحهِ ِ، 
                                و رعاته ِ،
وعلى قناديل البيوت  رسمت ُ أزرق لونه ِ
وبقيت وحدي
                  غافياً 
                            في عتمة الأحلام.
"قـُبـلـَة  "
لو كان لي " قلم ٌ" 
لصنّـف َ لي  كتاباً  عن " جنون الورد "
حين  يقوم من أحواضه ِ
          ويسير مشتاقا ً لتقبيل الجميلة ِ
                                        وهي  تضحك ُ
في شفاه الهاتف الخلوي،
                              همساً،
                                      في ممرات  الحديقة ْ.
كـــفّ 
لو صار لي كفٌّ يجيد العزفَ
لامرأةٍ تحب العزف...
لأفقت ُ من صحوي
على ناياتها، 
أنّاتها،
وهديلها في الفجر،
وهي تلمّ أغصان النجوم ِ من الشبابيك البعيدة،
في سلال الوقت...
سيدتي : أحان الوقت؟
كفـّي دونما كفٍّ
و "عـُودي " لم يزل شجراً
وحنجرتي بلا وترٍ
                    و أغنيتي بلا  أشعار؟
فتقول:
لو كان لي رجل ٌيحب العزف..
من قلب ِ إمرأة ٍ تجيد العزف..
لتأمـّل الألحان في كفي ْ
و" دوزن َ" من أصابعي َ النحيلة ِ
رنّة َ  الأوتار.
نهايـــــــــات  
لو كان لي "مطر ٌ" ، وكانت لي "محيطاتٌ "،
و" ربّانٌ "،
لسقت ُ البحر للصحراء 
علّ مياهه 
تتأملّ الرمل السعيــــــد  بحكمة المنفى ،
                                    
وقدْتُ سفينة الأمطار 
                        كي تبكي على الأشواكِ في الدهناء ِ، 
و استبقيت "ربّان َ " البحار ِ
                                بصحبتي " شهرا ً " 
ليعرف َ
أين َ يبدو النجم ُ "مكتئباً "، 
                                          
    إذا ما حلّ في مسراه 
                            فوق نهاية الأشياء !!
الأشيــــــــــــاء
                                                
لو كان لي " أرق ٌ"  فسيح ٌ مثلما صمتي 
لآنس رحلتي
في عتمة " القاموس ِ"،
بحثاً عن صفات "الشيء ":
                  في جذرٍ بلا معنى،
                            وفي معنىً بلا "أشياء".
لو كان لي " أرقٌ" ،
وممحاةٌ ،
لجئتُ إلى صحائفه الألى،
            و نقشت "سيماء الجميلة"  – دونما خجل ٍ–
                                                                  عميقاً
                                                                      في جذور "الماء ".
هل يعرف "القاموس"، وصف الماء
                                              حين يفرّ من معناه ،
                                                  عرياناً، رهيفاً ، دونما صفة ٍ، 
                                                                ولا نسَب ٍ،  ولا أسماء؟
الماءُ،
          لو أن "الكلام " يحفـّه ُ بيديه ِ،
وهو يسيل 
            في قلب الحجارة ، 
                          و الغصون ِ، 
                              وحين يهبط ُ
                                      راعشاً  نزقاً
                                                    على الأجســــــــــــــــــاد ْ!
الماء ُ ، 
              لو أن "الكلام" رآه ُ في عينيّ،
                                        حين تصبّه ُ امرأة ٌ، 
                                            فتنحل ُّ النجوم  ُ على سواعدها، 
                                                      و يضحك مثلما الأطفال 
                                                            من أعلى منابت شعرها، 
                                                              حتى ابتسام الساق والقدمينْ.
أتراه ُ يعجزُ ذلك "التمثال ُ"  أن يعدو
بدون ثيابه ِ،
            لما رأى امرأة ً " يسيل ُ الماء ُ فوق صفاتها "
فيصيح :
يا سيّد القاموس..
يا سيّد القاموس ِ
          هذا الماء !
                والله العظيم ِ، 
                            قد اهتديت ُ
                                  إلى صفات الماء !!
الظهران – 16/3/2010م
(*) : هذه القصائد القصيرة مختارة من نص طويل ما زال مفتوحاً على الكثير من الاحتمالات، وقد شارك بها الشاعر ضمن ملتقى قراءة النص في أدبي جدة.