الشكرلله ثم لمشرفتنا على هذا الأطراء وعلى التعقيب الذي يزيدني شرفا وفخرا
أما قادة هذا الزمان ان أخلصوا لشعوبهم وتوفقوا في اختيار بطانه صالحه فياحظ شعوبهم .. قبل ماأتطرق لموضوع العدل لفت نظري أخلاق هؤلاء القاده وشيمهم ومرؤتهم...
في العصر الحديث عندما يحكم رئيس أو قائد ينهال على من قبله بالأتهامات ويلصق كل سوء به ويبرر لنفسه الفشل في كذب منظم وممنهج ..الخ
انظروا الى ذلك العصر والى أخلاق الملوك :
من كتاب (تاريخ الأندلس)الفصل الخامس صفحة 173
(وكان لمسيرتة هذه..أي عبدالرحمن..أن اجابته اليمن وقضاعه كلها وسارع اليه جند فلسطين في حين أن بني كنانه ....قد تحركوا للانضمام الى عدوه يوسف الفهري وقد أظهر عبدالرحمن أخلاقا وفروسية عالية حيث لم يتعرض الى عائلات كنانه وأولادهم الذين خلفوهم وراءهم)
كان بامكانه أخذهم أسرى أو سبايا أو حتى لارباك أهليهم ومساومتهم
وموقف ثاني لعبدالرحمن عندما دخل قرطبه ترك الاهالي ومن كانوا مع الفهري وأمنهم على حياتهم وسلامتهم بل أنه أكرم عائلة الفهري وأصحابه ودافع عنهم كما يدافع الرجل عن أهله وشرفه..!!
والموقف الاخر هو مدحه للصميل عدوه اللدود في كلام فيما معناه (لله دره من رجل لقد رافقته من ألبيره الى قرطبه ولم تمس ركبته ركبتي ولاسبقت دابته دابتي ولا أستفهمني في حديث! ولم يفتتح حديث لم أسأله عنه..!)
وأهديت له جاريه وهو عند أخواله فقال ان انشغلت بها عن أمري فتلك مصيبه وأن أخذتها معي فلا أعلم مصيرها (يقصد ان تقتل أو تؤسر) فتركها !! وقد قدمت له الخمر وهو في ساحل المنكب فردها وقال أنا أحتاج عقلي لا الى مايذهبه.
كان صقرقريش عادلا في رعيته يأخذ الحق من القوي للضعيف ولايظلم الرعية يصفه أبن حيان مؤرخ الأندلس الشهير في كتاب
(الشعراء المروانيون في الأندلس) صفحه 68 :
كان عبدالرحمن راجح الحلم فاسح العلم ثاقب الفهم كثير الحزم نافذ العزم بريئا من العجز سريع النهضه متصل الحركه لايخلد الى راحه ولايسكن الى دعه ولايكل الأمور الى غيره .... شجاعا مقداما بعيدالغور شديدالحدة قليل الطمأنينة بليغا مفوها شاعرا محسنا سمحا سخيا طلق اللسان وقد أعطيهيبة من وليه وعدوه
يحضر الجنائز ويصلي بالناس حاضرا الجمع والأعياد ويخطب على المنبر ويعودالمرضى ويكثر مباشرة الناس والمشي بينهم )