عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2013, 09:55 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

يا لَلْهَوْل.. إلاّ الأمْن



بدر أحمد كريم



لو كان الممثلُ العربـيُّ المعروف (يوسف وهبي رحمه الله) على قيْد الحياة، لصرخَ بأعلى صوته: يالَلْهَوْل!! وهو يقرأُ أنّ في المجتمع السعودي خمسة ملايين مقيم غير شرعي!! منتشرين بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ويَنْبُع، والرياض، والمِنْطِقَتَيْن: الشرقية والجنوبية !! يرتكبون 60 % من الجرائم التي تَرِدُ إلـى مراكز الشُّرَط، الأمْرُ الذي أدّى بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، لأن تطلب من وزارة الخارجية» التنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، لدراسة مِلَف هؤلاء المقيمين غير الشرعيين، واقتراحِ الحلول العاجلة» (صحيفة اليوم، 9 صفر 1434هـ، الصفحة الأولـى).
الخطيرُ في القضية، أنّ هؤلاء المقيمين غير الشرعيين- كما قالت اللجنة-: « يُعَدُّون خطراً على أمْن البلاد، من خلال نشرِهِم الجريمة بكل أنواعها مِن: مُخَدِّرَات، ومُسْكرات، وسرقات، ودِعَارة، وقَتْل، وتصويرِ أفلامٍ إباحيَّةٍ، وترويجِها، وتلويثِ البيئة، وتشويهِ مَنْظرِ البلاد».
مِنْ تحصيل الحاصل السؤال: مَنْ المسؤول عن هؤلاء ؟ مَنْ يتحملُ مسؤوليةَ هذه الجرائم ؟ أليس الأمنُ نعمةً من أهم نِعم الله على الإنسان، ومتى فُقِدَ الأمنُ في أيِّ مجتمع بشري كان، فُقِدَ أهمُّ ركن من أركان بنائِهِ، وبقائِهِ، وتَضَجّر الناس، وظهرَ بينهم الخوْفُ والقلقُ، مِمّا يستدعي وضعَ قواعدَ وضوابطَ، ينطلقُ منها الأمن بشطريْه: الداخلي والخارجي، بما يُعَدُّ ثقافةً مُشْتَرَكة، يلتزمُ بـها المواطنُ والمقيمُ، وتعملُ كُلُّ مؤسساتِ المجتمع الأهلي (المدنـي)على نشرِها وتعزيزِها، وإنْ لَمْ تستطع ذلك، فإن الحاضر مهدد بعدم الاستقرار، والمستقبَلَ مُحَاطٌ بالغموض، والأملُ الذي يتطلع إليه كل مواطن ومقيم قد يتبدّد، وهذا ما لا ينبغي أنْ يكون، في بلدٍ أطعمهُ اللهُ مِنْ جُوع، وآمَنَهُ مِنْ خَوْف، وفـي مواجهة حملة خارجية شرسة ضدّ الأمن، تحاولُ تدميره، كي تبقى الساحةُ خاليةً من أيِّ ضوابط، فيعيثُ فيها المقيمون غير الشرعيين فساداً، ولا يوجدُ أيُّ مجتمع من المجتمعات، إلا ولديْه منهاجٌ في الضرب على أيدي هؤلاء، يتعلمُهُ الناس في المدارس، والمعاهد، والجامعات، والمساجد، والجوامع، ومن خلال وسائل الإعلام، ولسان حال المجتمع السعودي يعبر عن رفض مُطْلَقٍ لسلوكيات إجرامية.

 

 

   

رد مع اقتباس