الموضوع: رسائل قصيرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2013, 06:35 PM   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

( ترى هل جربت يوما مرارة الخذلان ؟ )

سؤال يحتاج إلى تأمل ، ما ماهية الخذلان ؟ ما درجات الخذلان ؟ هل الخذلان مرارة ؟ أم المرارة خذلان ؟ ، سؤال يطرح نفسه أيضا ، متى يكون الشعور بمرارة الخذلان أعمق وأصدق ؟ متي ؟ ، أيضا هل للخذلان درجات تتبعها درجات للمرارة ؟ .

أمرُّ خذلان أن تقابل تجاه صدقك بكذب ، حين تكون صادقاً في تعاملاتك فتمسي كاذبا لأنك أصدق ، الخذلان كالنكران وجهان لعملة واحدة ، وقد قيل في شعر العرب قول أحب ذكره وهو :



وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة
على المرء من وقع الحسام المهند



أسقط الشاعر هنا على أنّ أشد ظلم - والخذلان والنكران ظلم - هو ظلم الأقربين ، إذا كان الخذلان من ذوي القربى فهو الظلم العميق ، الذي لا تمحوه حوادث الأيام ، لو سألنا أنفسنا سؤالا ، ما المقياس للقربى ؟ فالحبيب قريب للقلب ربما كان بعيد النسب فظلمه خذلان ، هل عنى الشاعر في ذوي القربى الحبيب ، لم يكن يعني ذلك ، بل كان يعني قربى الدم والنسب ، إذن كل من أراد أن يفسر البيت يفسره على هواه ، فمن أراد الحبيب فهو من ذوي القربى عاطفة ، ومن عنى الجار فهو من ذوي القربى جوارا ، ومن عنى زميل عمل فهو من ذوي القربى زمالة ، حتى إنني سأقول أن من عنى الغريب فهو من ذوي القربى في غربته ، إذن فالخذلان المجرد يكون مرا باختلاف العامل للخذلان ، ويكون الخذلان أعمق حين تكون القرابة أعمق .
سأقول إن الخذلان كالخيبة في وقعها ، بل هي الخيبة وما أعمق خيباتنا ، حين يأمل ويرتجي المرء من القريب فيصفع بخيبة تلو خيبة ، نختلف درجات مرارة الخذلان باختلاف المسبب لها ، وتخيل أيها القارئ العزيز أمثلة كثيرة تتدرج في مرارة خذلانها ، ستجد حينها أن المرارة تبقى مرارة والخذلان لن يكون إلا خذلانا ..


تحياتي

منقولاً

 

 

   

رد مع اقتباس