عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2012, 01:11 PM   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










غرباوى غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

يروح لمين يا معالي الوزير؟!!

خطرات

بدر أحمد كريم

كُلُّ مجتمعات العالَم تحتفي بمبدعيها،ومبتكريها، فهل المجتمعُ السعوديُّ استثناءً ؟ وإذا انتهى موسِمُ سياحةِ المخترعينَ السعوديين، فهل يعودون إلـى ديارهم بحقائبَ فارغة ؟ أم بعقولٍ مبدعةٍ ؟ أتساءل وأمامي المواطن (د. إبراهيم عالَـمْ) الذي "ابتكرَ مادّة توفر الأمن الغذائي للعالَم، ولأول مرة في تاريخِ البشرية، يمكن مشاهدةُ النموِّ الزراعي بالعيْن الـمُجَرّدَة، خلال أربعٍ وعشرينَ ساعة " تسألونه : كيف جاءت الفكرة ؟ يجيبكم " في مدينة الرياض، ثم واصلْتُ البحثَ عليها نحو عشرينَ عاما، في المعهدِ الفيدرالـيِّ للعلوم والتَّقنية في سويسرا، حتى توصّلْتُ إلـى هذا الاختراع الوحيدِ في العالَمِ، من حيثُ طريقةُ تصنيعِه، وتركيبتُهُ الكيميائية، ويمكنُ استخدامُهُ في أيِّ نباتٍ، أو طاقةٍ" ؟ ومن المؤسفِ أنّ الرجُل طَرَقَ أبواب "وِزارة الزراعة، والبنك الإسلامي للتنمية، لكنني لَمْ أجد التجاوبَ المناسِبَ حتى الآن" أليس من الـمُخْجِل حقّا، أن يتفقَ الرجُل "مع كل من: الـهند، وروسيا الاتحادية، وأمريكا، وفرنسا، لتصنيع هذه المادة"؟ ولا يجد في وطنه مَنْ يحتضنُ ابتكارَه هذا ؟ لماذا يموتُ بعض الـمُبْتكرِين السعوديين واقفين ؟ ومَنْ المسؤولُ عن عذاباتـهم ومعاناتـهم ؟ وكيف يتطوّرُ المجتمع وفيه مَنْ يوصد الأبواب أمام كائن حي، يجب أن تتجه إليه الأنظار، كُلما أبدعَ، وابتكرَ، أنواع النشاط العلمي المختلفة، وكيف تَتْرُكُ المؤسساتُ العلميةُ في المجتمع السعودي هذا المخترع، تائهاً، حائراً، لا يدري ما يفعَل، بينما تُفْتَحُ أمامهُ الأبوابُ في الخارج على مصاريعِها، وتقول له: أهلاً بك وسهلاً، وهل يصمِدُ الرجُل أمام معركةِ التخلي عنه ؟ أم يملأ باكتشافه هذا الـمُدُنَ الراقية ؟ إنّ زَحْفَ عدم الاهتمام بالإنسان في أي مجتمع كان، يُحَوِّلُهُ من حالةِ الغِنَى إلـى الفقر، وإنّ مَنْ يتوقّفُ أمامَ المرآة ليتأكّد مِنْ صِدْق إحساسه يُصْدم وهُوَ يرى في مجتمعه مَنْ يتنكّر لهُ، ومَنْ يخلطُ الأوراق، ومَنْ لا يحملُ هواجِسَه، ومعاناتِه الـمُزْعِجة، وهُو يعملُ بصدق وإخلاص، أَيَصْدُقُ على الرجُل قَوْلُ الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان رحمه الله:" مُجْتَمُعُنا دفّان" ؟ نَعَمٌ، وأخشى ما أخشاه أنْ لا يكتفي المجتمعُ بدفْنِ الأموات فحسب، وإنما يُلْحِق بـهم حتّى الأحياء، ويَسُوقُهم آحاداً وجماعاتٍ إلـى حيثُ يُقْبَرُون.
إذا كانت وِزَارة الزراعة، أشاحتْ بوجهها عن هذا المبتكر السعودي، فقولوا له: يروح لمين يا معالي الوزير ؟!!

 

 

   

رد مع اقتباس