اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم كعشر
,’
أخي الكريم ابو صالح عبد الرزاق آل جميلة
أرجو شاكراً شرح وتوضيح معاني هذه الأبيات
وهي من معلقة امرؤ القيس ..
وقد اغتدى والطــــير في وكـناتها
بمنجرد القــــيد الاوابد هيــــــــــكل
مكر مفر مـــــقبل مـــــدبر مـــــعا
كجلمود صخر حطه السيل من علِ
كميت يزل اللــبد عن حال مــــتنه
كما زلت الصــــــفواء بالمــــتنزل
درير كـــــخذروف الولـــــيد أمرّه
تتابع كــــــفيه بخــــــيط موصـــل
له ايطلا ظبـــــي وساقا نعـــــامة
وارخاء سرحان وتقريب تتفـــــل
وهذه الأبيات تحتوي على كلمات وجمل لايعرفها الكثير منّا ..
ولا نعرف مقاصدها ومعانيها ..
مقدراً لك جهدك وادبك الراقي ودمت ..
============================================
أولا : أشكر أخي عبد الرحيم على اهتمامه ومتابعته لمتصفحي هذا .
ثانيا : أكرر شكري وتقديري على ثقته قي قدرات أخيه المتواضعة .
ثالثا : إليك شرح هذه الأبيات كما أعرفها منذ سنوات الدراسة .
==============
وقد اغتدي والطير في وكناتها ----- بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا ----- كجلمود صخر حطه السيل من علٍ
كميت يزل اللبد عن حال متنه ----- كما زلت الصفواء بالمتنزل
درير كخذروف الوليد أمره ----- تتابع كفيه بخيط موصل
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ----- وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
فعن لنا سرب كأن نعاجه ----- عذارى دوار في ملاء مذيل
====================
يفيدنا الشاعر بأن خروجه للصيد دائم الحدوث وقد هنا قد تفيد التكثير، وأن
هذا الخروج هو مبكر لدرجة أنه يسابق الطير في البكور ، ويخرج راكبا
فرسه القصير الشعر الضخم الجسم ، وأنه لشدة سرعته يدرك البقر الوحشي
فكأنه كالقيد لها فلا تستطيع منه فكاكا . كما شبه فرسه في إقباله وإدباره
وكره وفره بجلمود صخر منفلت من مكان عالٍ بفعل السيل ، وبغض النظر
عن استحالة هذا التشبيه في عالم الواقع إلا أنه طباق جميل اقتبسه الشاعر من بيئته ،
ثم يصف لون فرسه بالكميت وهو اللون الأحمر الذي يغلب عليه السواد
وأن اللبد ينزلق عن ظهر فرسه كما ينزلق الماء عن الصخرة الملساء
كما أن لفرسه خاصرتين تشبهان خاصرتي ظبي في الضمور أما ساقاه
فقصيران قويان كساقي النعامة كم أن جريه خفيف وسريع كجري الذئب
وكتقريب ولد الثعلب بين خطواته .
ولم يفته أن يوظف لعبة الوليد ( المدوان ) أو الخذروف المشدود بخيط موصل
بيد الطفل ويشبه لجام الفرس بيده وسرعته في جريه بتلك اللعبة بيد الطفل .
ثم يعلمنا بأن سربا من بقر الوحش طويل الذيل يعتريه بياض عرض له ومن
شدة إطباق فرسه وسد جميع منافذ الهروب عليها بفعل شدة عدو فرسه
وإقباله وإدباره وكره تارة وفره أخرى ليستجمع قواه ثم يعاود الكر لم يترك له
مجالا للهروب فصار يدور حول نفسه من شدة خوفه كما تطوف العذارى ذات
الطويلة الذيل حول صنم من أصنام الجاهلية لأن الشاعر وثني جاهلي المكان والزمان
نستنتج من هذا أن الشاعر قد وظف خامات البيئة وحيواناتها في وصف فرسه
وغدوه للصيد توظيفا مثاليا في أبيات جامعة مانعة .