عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2012, 07:46 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
علي فرحة is on a distinguished road


 


من الجزء السابق

أقبل خلف على زوجه فوجدها محزونة فلما سألها عن السبب لم ترد!!بل قالت ماذا تفعل بهذه الحبشية الحسناء الشّديدة الحياء؟فقال: أستوصى خيرا بها أنها أبنة أخت صاحب الفيل!!!فأجهشت بالبكاء وقالت لم يبقى لنا الا أن نرفق بمن غزا دارنا وبيتنا !!! فقال خلف : لا عليك أنها لن ترى من الآن الا الذّل والمهانة..قالت أجعلها أذن خادمة.. قال: هيهات ليست خدمتك ذلة بل تكريم لها.!!! أنت تعلمين أن لنا هنا بالسراة هذه الضّيعة ولنا فيها الشّياة والأبل سأجعلها تذوق الذّل والهوان مع العبيد لرعى الأبل والشاة ولن تطأ أرض الحــــــــــــرم!!!!!

((ومن هنا تبدأ مسيرة مُهمة لهذه الأميرة))



الجزء الرابع

كان لخلف الجمحى عدد من العبيد والغلمان يقومون فى رعاية ضيعته بالسّراة ورعى الأبل والغنم وكان رئيسهم أحد الغلمان من مولدى الحبشة. وكان ذا دهاء وقوة وأمانة ذكيا حازم الرأى له من السنين فوق العشرين بقليل. أرضى سيده خلف بأخلاقه وصنيعه وأمانته. وقد جعله القيم على ضيعته وحلاله حتى أعتقه. وفى صباح يوم أغر أبلج دعا خلف الجمحى مولاه وهو يبتسم ومعه الأميرة. فقال للغلام : هــــــــذه الأميرة أميرة من أُمرائكم قد جلبت الينا وأنت تعلم من قومكم وفعلهم ماتعلم وأنى قد قررت أن تكون راعية للأبل والشياه. فهل أنت وأنت الذى عرفتك بالأمانة وصدق القول والعمل منفذ ما آمرك به. فقال الغلام: ألم ترى صنيعى مع عبيدك وغلمانك ألم ترى صدق قولى وفعلى حتى حملتهم على مسلك الجادة صدقا فى خدمتك!! قال خلف : بلى فخذ هذه الأميرة فألبسها لباس الرعاة وأرسلها مع أمثالهــــا.وأجهدها بالرعاء أمعانا فى الأذلال!! قال الحبشى: فتلك لا أرى فيها أذلالا ولا أمتهانا!! ولكن عندى خطة أعرضها عليك عسى أن تبلغ ما أريد!! قال خلف: هاتها.. قال الحبشى أنى لست من الأمراء وفى عرق زنجى ولو لم أُجلب لديارك لما طمعت أن أكون خادما عندها. فالخدمة عندها مكانة رفيعة. ففهم خلف مقصود الغلام الحبشى وتبسم ضاحكا وقال: أتريد أن تختصها لك؟ فتكون لك زوجة!!! فقال الغلام الحبشى: مادمت تريد أذلالها فأجعل هذه الأميرة زوجة لغلامك الزنجى أُذلها وأُذل سادتها وقومهــــا!!!! قال خلف وقد أعجبته الفكرة لأذلالهـــا: قد فعلت فكن لها زوجا وعقد بعقدهم الرسمى عليهــا وقال خلف: أذا أرتفع الضُحى فأضمم اليك زوجك!!

قد كان ذلك الغلام الزنجى ماهرا وماكرا فى خطته ولعله أقدم على أول حيلة ماكرة على سيده منذ عرفه لأنه قد أدرك من هى الأميرة ومكانتها ولأنه عرف أن سيده قرر أن يسومها العذاب وذلك قد شق عليه وكدّر فى نفسه فلم يرى ليصونها ويمنع عنها العذاب والأهانة الا اللجوء لخطة ماكرة وقد كانت!!!
فلما رأى الغلام أن الأميرة قد أصبحت زوجته وأطمأن عليها وأطمانت على نفسها ورضى ضميره. أتخذها كالصّنم وأخلص لها الود والحب والخدمة آثرها على كل شىء يُقدم لها آيات الأكبار والأجلال وبذل كل ما يستطيع عسى الأيام تفعل أمرا!!!!
أسكنها الغلام معه فى داره المتواضعة وجد فى أكرامها وبذل فى عطاءه لها وأختص لها بكل أسمى وأرقى معانى الأجلال والتقدير!!يُجنبهـــــــــــــــــا فى النهار ماتكره من العمل حتى أذا ما حل الليل آوى الى وسادة وحصير خارج الدار ورمى بنفسه عليها تنام هى بالداخل وهو يقضان يعتنى بها ويسهر عليها دون أن يقترب منها أويمســـــــــــــــــــــها!!فرأت منه أكباره وأجلاله ورفقته الحانية الطيبة الودودة دونما أكراه أو غاية بالرغم من كونها زوجته!!!!
مع زيادة وفاءه أطمأنت اليه ومع مرور الأشهر بدأت تتحدث اليه وتتقرب منه ولكن مع شىء من التواضع والأناقة وحسن الكلام ..أليست أميرة!!!!
ومع مرور الأيام ومن خلال ما يرى منها من ود وتوقير أزداد رقه لها خفف عنها الأحمال ويسر لها الصبر على محنتهــــا!! فقد قرر أن يكون معها خادما لا زوجا يستمتع ويستعذب عذوبة أستعلاءها ومكانتها من دونه وخدمته لأميرته!! صنعت مكانتها وحبه فى قلبه المعجزات وفعل الحب مالم تفعله الأمارة والجــــاه!!!!!
خلص فى خدمتها آثرها بكل صور الأستعباد لأميرته وهو سعيد رعاها وكانه الحامى والراعى والخادم والحبيب!!!
هى زوجة أمام خلف الجمحى وأمثاله من سادات قريش! وهى زوجة عند العبيد والغلمان والأماء حتى لا يُفشى سرهمــــا!!! لكنها أميرته ومولاته وبينه وبينها لا تلاقى!!!!!
أدركت الأميرة خطته وفهمت غايته فقبلت به راضية وأطمأنت اليه مُغتبطة حتى تغلل الحب فى أعماق مشاعرها !!ولما؟ وهذا الوفاء والأنقاذ قد جاء من غلام حبشى ولم يأتى من عاشق أو سيد عربى!!!!!
مال اليها بالرضا والطّاعة وأستمرت الأيام بينهما(( بين الخادم الأمين وأميرته المحبوبة))!!!
وبدأ التفكير يدب خلجان فؤادها أسبر أعماقها وأقتحم سدودها وبدأ تفكيرها التواصل مع النسيم مع كل آتية وذاهبة لذلك الغلام الحبشى!!!بدأت برفقته بالطيبات والتنازل عن مشاعر الأمارة التى ذهبت وبدأ ميلها له والذى تطور الى أحتياجا صارخا للحياة البشرية الى أن أصبحت غيبته مع الرعاة وحشة وعذابا!!!
ألا ما أثقل اللحظات من طول اليوم مع أشعة شمس أشرقت وخيال يغيب مع أنبلاج الصباح لحبيب تضنه لا يعود!!!!
وهكذا تمضى الأيام والأسابيع يشتد الحب الخالص بين زوجين لم يقتربان من بعضهما ولم يتلامســــان!!!! وبدأت الحاجة تأنس فى قلب الفتى لزوجته وهو لا يعلم أنها بدأت أشد منه غراما!!!!
لم يُحدث الفتى نفسه بأمل ولو بعيد ولم يخطر بباله أن فجر الحب سيبزغ قريبا!!وأن المسافات ستُلغى من كبد السّماء وأن اللقاء بات قريبا بأميرته.. ماكان طامعا حتى فى النظر لمحاسن وجهها وروعة قوامها فهو دائما مايراها مُستقرة على عرشها حُليها الزبرجد والياقوت والمرجان .تاجها الذهب المُطعم بالنفائس والدرر!! وهنا يسأل نفســــه!! كيف ترقى نفسك ياغلام لهذه المكانة الرفيعة!!!!
وتأتى المفاجأة.... تأتى الأميرة لخادمها الأمين وزوجها الذى لم تعرفه فتقول له:: أنك تغلوا فى الرفق بى والتلطف الى. وأنك لتريد الأحسان فتخطه الى بالأساءة!! وأنك لتعلم أننى محتاجة منك الى شىء غير هذا التلطف والترفق!! قال الفتى فى رفق وتواضع وأدب جم: وماذاك يازوجتى الأميرة, قالت: أنك تعلم أنك حـــــــــــــر وأنى ............( أى غير حرة) قال الفتى: أنى حديث بالحرية. قالت : أذن أنت حر قد حُطت عنك العبودية فأنت أرفع مكانا وأكبر شأنا!!!!فما تواضعك وأمعانك فى خدمتى الا زيادة فى عبوديتى!!! ألم تتخذنى زوجة؟ قال : بلى ولكن لأرد عنك الأذلال والمهانة!!! وهنالك أنهالت دموع الأميرة والفتى معا!! أهى دموع الفرح أم الأسى والحزن!!
الله أعلم




ويتبع

 

 

   

رد مع اقتباس