عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2012, 12:56 AM   رقم المشاركة : 1462

 

( الحلقــــة الثّـامِنــــة مِن الذّكريـــات )
أعود أيّها الأحباب مرّة أخرى إلى الذِكريــــات في هذه اللّيلة بعد أن أعددت لكم ــ وقبل ليلتين ــ حلقة كاملة ؛ وبقدرة قادر حُذفت بلمسة واحِدة عن طريق الغلط ! وقد ركّزت فيها تركيزاً عالياً لِأُمتعكم بها وتكون إطلالتي ذات قيمة مِن وجهة نظري ــ فكأنّني حسدت نفسي ــ فذهبت إلى غير رجعة ! ما علينا مكتوبٌ عليّ الشّقاء ؛ وعلى شأن المُحِبِّين يهون التّعب !
أيّها الأحباب ــ أختصر في هذه الحلقة وأقول : أنّني قد توقّفت عِند إجتياز الصّفّ الأوّل وانتقالنا إلى الصّفّ الثاني بمعهد المعلِّمين الإبتدائي عام 1383 هجرية ودرسنا بهذا الصّف بفصول المبنى الآخر المُبسّط بالجهة الشّماليّة منه بعد أن كُنّا بالصّفّ الأوّل بالمبنى الكبير الّذي يوجد به الإدارة والمكتبة وبعض الملاحق الإداريّة وكُنّا محظوظين حينها حيث ندخل ونخرج مع الإداريّين وعلى قولت القائل ( إقرب مِن الخوف تأمن ) لكنّنا حُرِمنا مِن الجلوس على الكراسي وكان جلوسنا على الحنابل !
أعود إلى ذكريات الصّفّ الثّاني فقد كُنت في الصّفّ بعيداً عن زُملاء الدِّراسة السّابقين مِمّا جعلني أُركِّز على شرح الأساتذة دون مشاكسات مع الزّملاء رغم أنّني صنعت لنفسي هيبة وأنا في الصّفّ الأوّل ــ في القصّة اللتي ذكرتها سابقاً ــ وكان مِن زُملائي بصفّ آخر الأخ العزيز أحمد بن محمّد بن عبد الغني مِن جماعتنا المشهور بــ ( رزعان ) أنعم وأكرم به مِن زميل ! كُنّا مع بعض أثناء الفسحة نذهب إلى محلّ ( واصل ) للفول والّذي إفتتحه حديثاً ، لنفطر فول وتميس ؛ أتدرون ــ أقول هذا الكلام للشّباب ــ كم يدفع كُلٌّ مِنّا في ذلك الفطور ؟ قِرشيْن فقط ! نأخذ بقرشين فول وبقرشين حبّة تميس نقتسمها ونغمّس في الفول مع بعض بدون سمن أو زيت ! بالرّغم مِن أنّ كُلَّ طالب يحصل على مكافأة قدرها سِتّين ريالاً في الشّهر ، ونحمد الله ونشكره على النعمة وعلى القناعة .
مِن أساتذتي بالصّف الثّاني وأعتزّ بهم وأقدِّرهم وأجِلّهم : الأستاذ الشّيخ /عبد الرّحمن الدّهري وكان يعلِّمنا مادة الأدب دراسة وسلوكاً وقد استفدت مِنه كثيراً ، وكان مِن أساتذتي / شيخين نجديّين قصِيريّ القامة يلبسان بُشتيْن أسوديْن يفوح منهما رائحة الطِّيب ــ العُود ــ ويدرِّسان المواد الدِّينيّة ،وكُنّا نأخذ راحتنا أثناء الحصّة معهما بشيء مِن المرح مع الضّحك ! والسّبب إذا أراد أحدُنا الإستئذان للخروج لقضاء الحاجة ــ وعلم ذلك الشّيخ أن الإستئذان لغير حاجة ــ يرفض ذلك الشيخ ويقول للمُستأذن ( إِقْعِد ، فيُقال له أبغى أبول ، فيقول الشّيخ بُولي تحتِك ) وكأنّه بلهجته هذه يُخاطبُ أنثى لم نسمعها مِن قبل ! فنضحك ونستمتع ويتكرّر الإستئذان معهما .
ومِن أساتذتنا على ما أظنّ الأستاذ / علي النّباهين ( أو النّباهيل ) لا أذكر ما الّذي كان يُدرّسنا ! لكنّني أذكر أنّني كُنت مِن الطّلاّب المشاركين في نشاط التّربية الإسلاميّة معه تحت رئاسة الشّيخ صالح الرّقيب ، وكان لنا نشاط دعوي بمساجد قرى بالمنطقة نصلِّي معهم الجُمَع ويُلقي أحدنا كلمته اللتي أُعدّت مِن قبل الشّيخ صالح والأستاذ النّباهين وخِطّتهم في تلك الدّعوة توجيه طالبين لكل مسجد يكلّف أحدهما بإلقاء الكلمة والآخر إحتياطي لو ارتبك المُكلّف يقوم الإحتياطي مكانه ! ويكون الإحتياطي مُكلّفاً في الأسبوع التّالي وزميله إحتياطي له وهكذا طوال الفصل الدّراسي .
وسأذكر لكم في الحلقة القادمة إن شاء الله بعض المواقف أثناء زيارتنا للمساجد وإلقاء الكلمات ، ماذا وجدناه وماذا جرى لنا وهي مضحكة إلى حدّ ما وأستميحكم العذر للإطالة .