
قال الله تعالى

آل عمران
في هذه الآية الكريمة ينهى الله – تبارك وتعالى – عباده المؤمنين – في كل زمان ،
ومكان – عن اتخاذ المنافقين ، والكفار أولياء ،
وأصدقاء أصفياء يكون لهم ما يكون للأصدقاء من واجبات وحقوق ؛
لأنهم لن يدّخروا جهداً في إلحاق أشدّ الضّرر بالمؤمنين ؛
لأنّ دينهم الغشّ والخداع ، والمكر شعارهم ودثارهم ،
وإنْ أبدوا خلاف ذلك ؛ فإنّ عداوتهم ظاهرة بما يُنطقهم الله به على ألسنتهم ،
وبإصرارهم على كفرهم ، وتكذيبهم ، وضلالهم ،
وعداوتهم على الدّين . ومع هذا : فما تُخفيه صدورهم ،
وما يُضمرونه للمؤمنين من البغض والعداوة أكبر وأعظم ممّا بدا وظهر على ألسنتهم .
وفي الآية زجر عن الركون إلى الكفار والوثوق بهم ،
واصطفائهم من دون المؤمنين الموحّدين ؛
فالكفر ملّة واحدة ، وعداوتهم للدّين باقية بقاء الدنيا ما داموا على كفرهم .
وقد تواترت الدّلالات على مدار التاريخ – قديمه وحديثه –
ما يُبيّن أنّ ما أخبر الرّب – سبحانه – به في هذه القضية هو الحق الذي لا مِراء فيه ،
والشواهد كثيرة : فمن فتنة الخوارج وحرب الرِّدّة
التي تصدّى لها الصّدّيق أبو بكر – رضي الله عنه –
وما مرّ من أحداث في خلافة عمر وعثمان وعليّ – رضي الله عنهم –
مروراً بالحملات الصليبية التي استمرّت قرنين من الزمان ،
ثم جاء بعدها الاحتلال العسكريّ (الاستعمار) لبلاد المسلمين .
ولا تزال حملات النَّيْل من الإسلام ، ومن نبيّه – صلى الله عليه وسلم – مستمرة
إلى يومنا هذا ، وإلى أنْ يرث الله الأرض ومَن عليها ،
ومع هذا لا يزال بعض أبناء ملّتنا يتعاموْن عن الآيات
التي بيّنها لنا ربنا – جّل ثناؤه – عمّا تضمره ضمائر أعدائنا ،
فإلى متى الغفلة وكتاب الله بين أيدينا ؟!
تحياتي
...........