
قال الله تعالى

إبراهيم
المُخَاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي – صلى الله عليه وسلم –
والخطاب عامٌّ لجميع الأمة ؛
أي : لا تظننّ – يا محمد – أنّ ربّك ساهٍ عمّا يفعله المشركون من قومك ،
بل هو عالمٌ بهم ، وبأعمالهم محصيها عليهم ليجزيهم بها .
وأنّ تأخير العذاب عنهم ليس للرضا بأفعالهم ؛
بل سُنّة الله في إمهال العُصَاة مدّة ،
وفي الصحيحين أنّ النبيّ – عليه الصلاة والسلام – قال :
" إنّ الله ليملي للظالم ؛ حتى إذا أخذه لم يفلته ؛
ثم قرأ :
" .
قال ميمون بن مهران : " هذا وعيد للظالم ، وتعزية للمظلوم " .
ويا لله ! كَمْ في هذه الآية من تسلية وشفاء لقلوب المؤمنين الموحّدين ،
وجبر لخواطر المكلومين في زمن كُثر فيه الظلم والعدوان ،
وتداعتْ علينا أذلّ وأحقر أمم الأرض ! وإنّ المرء لتخنقه العَبَرات ،
وتحرقه الزفرات والآهات ،
حتى يكاد يموت كمداً وهَمّاً لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض ؛
فيسمع هذه الآية فتكون بلسماً شافياً – بإذن ربّ العالمين –
لتذكره أنّ حقه لن يضيع ،
وأنه سوف يقتصّ ممّن اعتدى عليه وظلمه ،
وأنّ الظالم مهما أفلتْ من العقاب في الدنيا ؛
فإنّ جرائمه مسجّلة عند مَن لا تخفى عليه خافية ،
ولا يغفل عن شيء ، فسبحان مَن حرّم الظلم على نفسه ،
وجعله بين عباده مُحرّماً ، وانتصر لعباده المظلومين ولو بعد حين .
اللهم أهلِك الكافرين بالكافرين ، وأهلِك الظالمين بالظالمين ،
وكُنْ لإخواننا المضطهدين المظلومين ، يا ناصر المستضعفين
تحياتي
...........