“ما هي إذاعة أبوك”!!
بدر أحمد كريم
اقتحمَ إذاعيٌّ مكتبَ المديرِ العامِّ للإذاعة، وأمْطَرَهُ بوابلٍ من الشّتائمِ والبذاءات ، أقلُّها بذاءةً ما اخترتُـها عنواناً للمقال، أَتَدْرُونَ لماذا ؟ لأنّ مدير الإذاعة طلبَ منه الانضباطَ في العمل!! ولا غرابة فيما قاله الإذاعي الـمُبَجّل!! فـ» إذا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ» و» كُلُّ إِنَاءٍ بِمَا فِيهِ يَنْضَحُ» وهكذا أخلاقيات تحتاجُ إلـى إطارٍ إجرائيٍّ فعّال، لمواكبة النصوص العقابية وتفعيلها في ميْدان الإعلام، فـ» مَنْ أَمِنَ العقوبةَ أساءَ الأدب».
إذا كان إذاعي يعامِلُ مديرَه بـهكذا أخلاق ؟ هل يُحْترم ؟ ألا تشعرون بخيْبَةِ أَمَلٍ ؟ وقَرَفٍ؟ وامتعاضٍ؟ وغَثَيَانٍ؟ وفَلَتَانٍ ؟ في أيِّ إذاعة يتحدثُ إذاعيون بـهكذا أسلوب ؟ ولماذا تردّت أخلاقيات بعض الإذاعيين ؟ يُقَالُ: «إذا عُرِف السبب بَطَلَ العَجَب» وهناك أكثرُ مِنْ سبب، ومِنْ ثَمَّ فهناك أكثر من نتيجة، وكل نتيجة مُذْهِلة، تبعثُ على الأسى لانحدار أخلاقيات بعض الإذاعيين، وسوء أدبـهم، وعدم تربيتهم، وفي هكذا أجواء، لا تتوقعوا إذاعيين يقومون بواجباتـهم ومسؤولياتـهم، ومن الخطأ وجودُهم في استديوهاتٍ أيِّ إذاعة تحترمُ نَفْسَها، وَمَنْ لا يَحْترمُ نَفْسَه، لا ينبغي أنْ يحترمَهُ أحدٌ، ومَنْ لا يعفُّ لسانَهُ عن البذاءة فليُقْطَعْ، ومن قَلّ أدبُه فليُؤَدّب بقوة النظام، والخشية كل الخشية أن يبقى هذا الأسلوبُ قاعدةً عامةً، يتعامل بـها جميع الإذاعيين، وساعتها قُلْ على هكذا إذاعة السلام.!!
رَحِمَ الله زماناً كان المسؤول الإذاعي يتعامل بِحَزْمٍ ولِين، ورَحِمَ الله زماناً يحترمُ الإذاعيُّ رئيسَه، ورئيسُه يحترمُه، ورَحِمَ الله زماناً سادت فيه علاقات احترام متبادل بين إذاعيين مهذبين، مؤدبين، يتقبّلون النُّصْحَ، والملحوظات، بصدْرٍ رحب، ولا يتـأففون أو يضجرون، أيُّ مدير إذاعة يتقبّل هكذا إهانة ؟ أليس من الواجب إنشاء محكمة إعلامية، لمحاكمة البذيئين، ومَنْ اقْتفَى أثرَهم ؟
في عالَمِ بعض الإذاعات اليوم كُلٌّ شيءٍ جائزٍ، تُرِكَ الحبْلُ على الغَارِبِ، لا تربية، لا تـأهيل، لا أدب، لا حياء، لا أخلاق، قليلٌ من الدكتاتورية يُشْفِي، وكثير من الـحَزْم يُبَدِّدُ سلوكيات خاطئة، فمتى يصبح العقاب، جزءا من المنظومة المتكاملة لمكافحة فساد أخلاقي، فـي وسيلة إعلامية، تزدانُ بوجودِ العِقَاب، فيزدادُ فيها الإصلاح .؟