عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2012, 10:09 PM   رقم المشاركة : 49

 

سؤالي ليس للهيئة
عبدالله بن بخيت



ل
م يعد السؤال: كيف أخطأت الهيئة أو لماذا اخطأت لأننا سنصل حتما إلى المقولة المستهلكة: (أخطاء الهيئة فردية ولا يمكن أن نعممها على الجهاز بأسره). قد لا يتفق معي الجميع: من البدهي أن أي جهاز لا يمكن فصله عن العاملين فيه. إذا تكرر الخطأ وبنفس الصورة فلا علاقة له بما نسميه (التصرف الفردي). يصبح هذا التصرف جزءا من تركيبة ثقافية موجودة في صميم الجهاز وفي مفهومه. هذا ما اراه وأفهمه بغض النظر إذا كان المعني بذلك الهيئة أو غيرها. لذلك صرت اتجنب الحديث عن الهيئة لكي لا اتهم بسوء النية. حادثة الشاب عبدالرحمن الغامدي وعائلته المنكوبة أثارت في داخلي سؤالين: الأول: كيف تآخت دوريتا الهيئة والشرطة في مطاردة عائلة (مع أطفال) بغض النظر عن الباعث؟ اضع سؤالي بشكل أدق لكي يكون اكثر وضوحا: ما هي العلاقة بين الجالسين في سيارة الشرطة والجالسين في سيارة الهيئة من الناحية الثقافية؟ هل مشاركة رجال الشرطة في مطاردة رجل يرفع صوت المسجل دافعه حفظ الأمن أم دافعه الاحتساب؟

السؤال الثاني: من تجربة المطاردة وبالاعتماد على العقل تعتبر المطاردة خطرا على طرفيها. لا تلجأ إليها الجهات المخولة إلا إذا كان الدافع لها قاهرا. بغض النظر عن باعث المطاردة ألم يشفع للمرحوم الأطفال الذين كانوا معه؟ يحق للبوليس في امريكا وفي كثير من الدول اطلاق النار على المجرمين إذا اقتضى الموقف. يلجأ المجرمون عادة إلى التدرع برهينة طفل أو امرأة. يعد هذا أفضل أسلوب لتعطيل رجال الأمن عن أداء واجبهم. تستمر المفاوضات في مثل هذه الحالة مع المجرم ساعات طويلة. في كثير من الأحيان يسمح البوليس للمجرم بالهروب ويسهل رحيله وتلبى كل مطالبه. المهم في نظر البوليس وفي نظر المجتمع وفي نظر البشر الأسوياء سلامة الأبرياء.

سؤالي: ألم يشفع الطفلان والمرأة للغامدي أن يهرب دون مطاردة؟ ان تكتفي الهيئة بتسجيل رقم السيارة ونوعها وخصوصا أنهم في منطقة محدودة الكل يعرف الكل؟ لا أتحدث عن منع المطادرة الذي اصدره معالي الشيخ رئيس الهيئة. ما يهمني في هذه اللحظة هو الجانب الإنساني المتعلق بالضمير. ربما يكون الغامدي قد أخطأ وارتكب كبيرة في حق رجل الهيئة وقد يكون هددهم وبدا منه ما يسمح لهم قانونيا بمطاردته. رغم كل هذا ألم ينظر هؤلاء الرجال بشيء من الحنان والعطف إلى الأطفال والمرأة. السؤال الذي سيبقى معي طويلا: ما هي مشاعر رجال الهيئة الذين طاردوا الأسرة حتى الموت. من أين جاءوا بضميرهم الذي سمح لهم تعقب رجل مع طفلين وامرأة في طرقات محفوفة بكل المخاطر. من أي صخر ايدلوجي قدت قلوبهم؟

نقلا عن الرياض

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس