في المعدل الحسابي تسكن الأسرة البريطانية في مساحة 80 متراً مربعاً بينما يصر المتزوج الحديث في المملكةعلى شقة بمئتي متر ومازال يظنها مشقة.
ينجب البريطاني مولوده الثاني في نهاية العقد الثاني من الزواج بينما ينهي السعودي عقده الأول وقد أكمل الخمسة.
تسكن الشعوب في الأبراج بعشرات العوائل من ذات البوابة بينما يناضل السعودي من أجل مدخل مستقل لوحدته السكنية، وكأن هذا الاستقلال تغطية لأسرار نووية بينما نمط حياتنا هو آخر الأنماط سرية وخصوصية.
أحلام السعودي من الطبقة الوسطى أن يمتلك استراحة على أطراف المدينة وكأنه يريد الهروب من ضغط العمل وضجيج المصانع بينما الحقيقة أنه طوال دهره في استراحة سرمدية.
يعيش الايطالي حياته كلها من اجل شراء سيارة خاصة مستعملة بينما السعودي له في كل عام سيارة جديدة من المعرض عوضا عن السيارة التي تحطمت في حادث من ابنه او قريبه ويشتكي ثقل الديون.
يقضي الفرنسي حياته بين القطارات والحافلات الجماعية بينما يشتكي السعودي صعوبة العيش بدون سيارة صالون له والعائلة في تنزهاته.
يتظاهر اليابنيون من اجل زيادة ساعات العمل بينما ينتظر السعوديون تمديد عطلات الاعياد التي تصل الي ستة عشر يوما والواحد منهم لا يعرف من دوامه غير توقيع الحضور المتأخر والانصراف في ذات الوقت ومقعده في العمل لا يكاد يشم رائحة جلوسه ويشتكي دائما ان الدوام يدبحه.
نهرب من بعضنا بعضا ثم نعود إلى بعض في روابط الغيبة وأكل لحوم الناس. نحن نعيش في بيوت منفصلة ولكن أنفسنا أضيق من شقة البريطاني ونمط حياتنا أعقد حتى مما حبكناه لأنفسنا ونحن نأخذها من أزمة إلى أزمة.